معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قلت

صفحة 18 - الجزء 5

  سمِّيت قليباً لأنَّها كالشَّئ يقلَب من جهة إلى جهة، وكانت أرضاً فلما حُفِرت صار ترابُها كأنَّه قُلِب. فإذا طُوِيت فهي الطَّوِىّ. ولفظ القليب مذكَّر⁣(⁣١). والحُوَّلُ القُلَّب: الذي يقلِّب الأمور ويحتال لها. والقياس في جميع ما ذكرناه واحد. فأمَّا القِلِّيب والقِلّوْب⁣(⁣٢) فيقال إنَّه الذئب. ويمكن أن يُحمَل على هذا القياس فيقال سمِّى بذلك لتقلُّبه في طلب مأكله. قال:

  أيَا جَحْمَتَا بَكِّى على أُمِّ عامرٍ ... أكيلةِ قِلَّوْبٍ بإحدى المَذَانبِ⁣(⁣٣)

قلت

  القاف واللام والتاء أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدلُّ على هَزْمَةٍ في شَئ، والآخَر على ذَهابِ شئ وهَلاكِه.

  فالأوّل القَلْت، وهو النُّقرة في الصَّخرة، والجمع قِلاتٌ. وقال:

  وعينان كالماويَّتَينِ استَكَنَّتا ... بكهفَىْ حِجَاجَىْ صَخرةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ⁣(⁣٤)

  وقَلْتُ العَين: نُقْرتها. وقَلْتُ الإبهام: النُّقرة تَحتَها. وقَلْت الثّريدة:

  الهَزْمة وسْطَها.

  والأصل الآخر القَلَت، وهو الهلاك. يقال: قَلِت قَلَتاً.

  وفي الحديث: «إن المسافِرَ ومتاعَهُ على قَلَتٍ إلَّا ما وَقَى اللَّهُ تعالى».

  والمِقْلَاتُ من النوق: التي لا يَعيش لها ولد، وكذلك من النِّساء، والجمع مقاليت. قال:


(١) في الأصل: «والقليب بلفظ القليب مذكر».

(٢) بوزن سفود، وعِجَّول، ورَسُول.

(٣) البيت في اللسان (حجم، قلب). وقد سبق في (حجم).

(٤) البيت لطرفة في معلقته.