معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بحن

صفحة 203 - الجزء 1

  البَحِيرة، وكانت العرب تفعل ذلك بها إذا نُتِجَتْ عشرةَ أبطُنٍ، فلا تُركب ولا يُنتفع بظهرها، فنهاهم اللَّه تعالى عن ذلك، وقال: {ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ}.

  وأمّا الدّمُ الباحر والبَحْرَانىُّ فقال قوم: هو الشَّديد الحُمْرَةِ. والأصحُّ في ذلك قولُ عبد اللّه بن مسلم⁣(⁣١): أنّ الدَّمَ البَحْرانىَّ منسوبٌ إلى البَحْر. قال: والبَحْرُ عُمْق الرَّحم، فقد عاد الأمر إلى الباب الأوّل. وقال الخليل: رجُل بَحْرَانىٌّ منسوبٌ إِلى البَحْرَيْن، وقالوا بحرانىٌّ فرقاً بينه وبين المنسوب إِلى البحر. ومن هذا الباب قولهم: «لَقِيتُهُ صَحْرَةَ بَحْرَةَ⁣(⁣٢)» أي مُشَافَهَةً. وأما قولُ ذِى الرُّمّة:

  بأرضٍ هِجانِ التّرْبِ وَسْمِيَة الثَّرَى ... عَذَاةٍ نأَتْ عنها الملوحةُ والبَحْرُ⁣(⁣٣)

  فإنَّه يعنى كلَّ ماءِ مِلْحٍ. والبَحْر هو الريف.

بحن

  الباء والحاء والنون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الضِّخَم، يقال جُلةٌ بَحْوَنةٌ، أي ضَخْمة. وقال الأصمعىّ: يقول العربُ للغَرْبِ إذا كان عظيماً كثير الأخْذِ: إنّه لَبَحْوَن، على مثال جَدْوَل.

بحت

  الباء والحاء والتاء، يدلُّ على خُلوص الشئ وألّا يخلِطَه غيرُه. قال الخليل: البَحْت الشئ الخالص، ومِسْك بَحْت. ولا يصغّر ولا يثنّى قال العامرىّ: باحَتَنى الأمرَ، أي جاهَرَنى به وبيَّنَهُ ولم يُخفِه علىَّ. قال الأصمعىّ:


(١) هو عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري، صاحب أدب الكاتب.

(٢) في اللسان (٦: ١١٤): «قيل لم يجريا لأنهما اسمان جعلا اسماً واحداً». يريد لم يصرفا للتركيب.

(٣) هجان الترب: بيضاء التراب. وفي الأصل: «هيجان». والعذاة، بفتح العين:

الطيبة التربة. وفي الأصل: «غداة». والبيت في ديوان ذي الرمة ٢١١.