معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عشر

صفحة 324 - الجزء 4

عشر

  العين والشين والراء أصلانِ صحيحان: أحدهما في عددٍ معلوم ثم يحمل عليه غيرُه، والآخَر يدلُّ على مداخَلةٍ ومُخالَطة.

  فالأوّل العَشَرة، والعَشْر في المؤنّث. وتقول: عَشرْتُ القومَ أعْشِرُهم⁣(⁣١)، إذا صرت عاشِرَهم. وكنت عاشِرَ عَشرة، أي كانوا تسعةً فتمُّوا بي عَشرةَ رجال وعَشَرت القوم⁣(⁣٢)، إذا أخذتَ عُشْرَ أموالهم. ويقال أيضاً: عَشَّرْتُهم أعَشَّرهم تَعْشِيراً. وبه سمِّى العَشَّار عَشَّاراً. والعُشْر: جزءٌ من الأجزاء العشرة، وهو العَشِير والمِعْشار. فأمَّا العِشْر فيقال: هو وِرْدُ الإبل يومَ العاشر. وإبلٌ عواشِرُ: وَرَدت الماء عِشْراً. ويجمع ويثنى فيقال عِشْران وعِشرُون، فكلُّ عِشْرٍ من ذلك تسعة أيّام. وقال ذو الرّمة:

  أقمتُ لها أعناقَ هِيمٍ كأنّها ... قطاً نَشَّ عَنْها ذو جلاميد خامسُ⁣(⁣٣)

  يعنى بالخامس: القَطا التي وردت الماء خِمْسا.

  قال الخليل: تقول: جاء القومُ عُشَارَ عُشارَ، ومَعْشرَ مَعْشرَ، أي عَشَرة عشَرة، كما تقول: جاءوا أحادَ أحاد، ومَثْنَى مثنى. ولم يذكر الخليل مَوْحَدَ مَوْحد، وهو صحيحٌ. فأمَّا تعشير الحِمار فلَسنا نقول فيه إلّا الذي قالوه، وهو في قياسنا صحيحٌ إن كان حَقَّا ما يقال. قال الخليل: المُعَشِّر: الحمار الشَّديد


(١) في الأصل: «أعشرهم وأعشرهم»، وليس فيه إلا لغة كسر شين المضارع، كما في اللسان والقاموس والمجمل.

(٢) مضارع هذا مضموم الشين.

(٣) ديوان ذي الرمة ٣١٨ برواية: «أقمت له». وهو الصواب، لأن قبله:

ومنخرق السريال أشعث يرتمى ... به الرحل فوق العيس والليل دامس

إذا نحز الإدلاج ثغرة نحره ... به أنّ مسترخى العمامة ناعس.