معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حنج

صفحة 109 - الجزء 2

  في اليمين، وهو الخُلْف فيه. فهذا وجه الإثم. وأمّا قولهم فلان يتحنّث من كذا، فمعناه يتأثّم. والفرق بين أَثِمَ وتَأَثَّم، أن التأثُّم التنحِّى عن الإثم، كما يقال حَرج وتحرّج؛ فحَرِجَ وقع في الحَرَج، وتَحَرَّج تنحّى عن الحَرج. وهذا في كلماتٍ معلومةٍ قياسُها واحد.

  ومن ذلك التحنّث وهو التعبّد. ومنه

  الحديث: «أنّ رسول اللَّه ÷ كان يأتِى غار حراء فيتحنَّث فيه الليالىَ ذوَاتِ العدد».

حنج

  الحاء والنون والجيم أصلٌ واحد يدلُّ على الميل والاعوجاج.

  يقال حنَجْت الحبلَ، إذا فتلْتَه؛ وهو محنوجٌ. وحنَجت الرجلَ عن الشئِ: أملتُه عنه. وأَحْنَجَ فلانٌ عن الشئ: عدَل. * فأمّا قولهم للأصل حِنْجٌ فلعلّه من باب الإبدال. وإن كان صحيحاً فقياسُه قياسٌ واحد؛ لأن كلَّ فرعٍ يميل إلى أصله ويرجع إليه.

حنذ

  الحاء والنون والذال أصلٌ واحد، وهو إنضاج الشئ.

  يقال شِواء حَنِيذ، أي مُنْضَج، وذلك أن تحمى الحِجارة وتُوضَعَ عليه حتى ينضَج.

  ويقال حَنذْت الفرسَ، إذا استحضرته شوطاً أو شوطين⁣(⁣١)، ثم ظاهَرْتَ عليه الْجِلالَ حتى يعرَق. وهذا فرسٌ محنود وحنيذ. وأما قولهم حَنَذٌ، فهو بلد. قال:

  تأبَّرِى يا حيْرَةَ النخيل ... تأبَّرى من حَنَذٍ فَشُولى⁣(⁣٢)

  ويقولون: «إذا سقيتَ فاحْنِذْ⁣(⁣٣)» أي أقِلَّ الماءَ وأكثِرِ النبيذَ. وهو من


(١) استحضر الفرس: أعداه. واحتضر الفرس، إذا عدها.

(٢) الرجز في المجمل واللسان (حنذ). وهو لأحجة بن الجلاح، كما في معجم البلدان.

(٣) يقال: يوصل الألف وقطعها.