سر
سر
  السين والراء يجمع فروعَه إخفاءُ الشئ، وما كان من خالصه ومستقرِّه. لا يخرج شئٌ منه عن هذا. فالسِّرّ: خلاف الإعلان. يقال أسْرَرت الشئَ إسراراً، خلاف أعلنته. ومن الباب السِّرّ، وهو النِّكاح، وسمِّى بذلك لأنَّه أمرٌ لا يُعلَن به. ومن ذلك السِّرَار والسَّرَار، وهو ليلةَ يستسرّ الهلال، فربما كان ليلة، وربما كان ليلتين إذا تمّ الشهر. ومن ذلك
  الحديث: «أنّه سأل رجلًا هل صُمْتَ مِنْ سِرَارِ الشَّهر شيئاً؟»، فقال: لا. فقال: «إذا أفطرتَ رمضانَ فصُمْ يومين».
  قال في السِّرار:
  نحنُ صبَحْنا عامراً في دارِها ... جُردا تَعَادَى طَرَفى نهارِها
  عَشِيَّةَ الهِلال أو سِرَارها(١)
  وحدّثنى محمد بن هارون الثّقفى، عن علىّ بن عبد العزيز، عن أبي الحسن الأثرم، عن أبي عبيدة قال: أسرِرت الشئ: أخفيته. وأسررته: أعلنته. وقرأ {وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ}. قال: أظهروها. وأَنشد قول امرئ القيس:
  ... لو يُسِرُّون مَقْتَلى(٢)
  أَى لو يُظهرون. ثم حدثني بعضُ أَهل العلم، عن أَبى الحسن عبد اللَّه بن سفيان النحوىّ قال: قال الفرَّاء: أَخطأ أَبو عبيدة التفسيرَ، وصحّف في الاستشهاد.
  أَمّا * التفسير فقال: {أَسَرُّوا النَّدامَةَ} أَى كتموها خوف الشَّماتة. وأمّا التصحيف فإنما قال امرؤ القيس:
(١) الرجز في اللسان (سرر).
(٢) من معلفته. والبيت بتمامه:
تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا ... على حراصا لو يسرون مقتلى.