معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ظن

صفحة 462 - الجزء 3

  في نَكِيبٍ مَعِرٍ دامِى الأظَلّ⁣(⁣١)

  فأمّا قول الآخر⁣(⁣٢):

  تشكو الوجَى من أَظْلَلٍ ... وَأَظلَلِ

  فهو الأظلّ، لكنه أظهر التَّضعيفَ ضرورة.

ظن

  الظاء والنون أُصَيْل صحيحٌ يدلُّ على معنيينِ مختلفين:

  يقين وشكّ.

  فأمَّا اليقين فقولُ القائل: ظننت ظنا، أي أيقنت. قال اللَّه تعالى: {قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ} أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ أراد، واللَّه أعلم، يوقنون. والعربُ تقول⁣(⁣٣) ذلك وتعرفه. قال شاعرهم⁣(⁣٤):

  فقلت لهم ظُنُّوا بألَفْى مُدَجَّجٍ ... سراتُهم في الفارسىِّ المُسَرَّدِ⁣(⁣٥)

  أراد: أَيقِنُوا. وهو في القرآن كثير.

  ومن هذا الباب مَظِنَّة الشئ، وهو مَعْلَمه ومكانُه. ويقولون: هو مَظِنَّةٌ لكذا. قال النابغة:


(١) للبيد في ديوانه ١١. وصوابه روايته: «بنكيب»، كما في اللسان والديوان. وصدره:

وتصك المرو لما هجرت.

(٢) هو العجاج. ديوانه ٤٧ واللسان (ظلل).

(٣) في الأصل: «يقولون».

(٤) هو دريد بن الصمة. الأصمعيات ٣٢ ليبسك واللسان (ظنن).

(٥) البيت وما قبله، كما في الأصمعيات:

وقلت لعارض وأصحاب عارض ... ورهط بنى السوداء والقوم شهدى

علانية: ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم في الفارسي المسرد

وهما كما في الحماسة (١: ٣٣٦):

نصحت لعارض وأصحاب عارض ... ورهط بنى السوداء والقوم شهدى

فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم في الفارسي المسرد.