معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عرش

صفحة 264 - الجزء 4

  يرتحلون. قلنا في هذا: وإنّ خَفّ نزولُهم فهو محمولٌ على القياس الذي ذكرناه، لأنَّهم لا بدَّ [لهم] من المقام. قال زهير:

  وعرَّسُوا ... ساعةً في كُثْب أسْنُمَةٍ ... ومنهمُ بالقَسُوميّاتِ مُعتَرَكُ⁣(⁣١)

  وقال ذو الرُّمَّة:

  معرّساً في بياض الصُّبح وَقعتُه ... وسائر السَّير إلّا ذاك مُنجذِبُ⁣(⁣٢)

  ومن الباب: عَرَستُ البعيرَ أعرُسُه عَرْساً، وهو أن تشدَّ عنقه مع يديه وهو باركٌ. وهذا يرجع إلى ما قلناه.

  وممّا يقرُب من هذا الباب المعرَّس: الذي عُمِلَ له عَرْس⁣(⁣٣)، وهو الحائطُ يُجعَل⁣(⁣٤) بينَ حائِطَى البَيْت، لا يبلغ به أقصاه، ثم يوضع الجائز من طرف العَرس الداخل إلى أقصى البيت، ويسقّف البيتُ كلُّه.

  ومن أمثالهم: «لا مَخْبَأَ لعِطرٍ بعدَ عروس»، وأصله أن رجلًا تزوّجَ امرأةً فلمَّا بنَى بها وجدها تَفِلَة، فقال لها: أين الطيِّب؟ فقالت: خَبَأته! فقال:

  لا مخبأَ لعطرٍ بعدَ عَروس.

عرش

  العين والراء والشين اصلٌ صحيح واحد، يدلُّ على ارتفاعٍ في شئٍ مبنىّ، ثم يستعارُ في غير ذلك. من ذلك العَرْش، قال الخليل: العرش:

  سرير الملِك. وهذا صحيحٌ، قال اللَّه تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}.


(١) ديوان زهير ١٦٥ واللسان (عرس، سنم). ويروى:

ضحوا قليلا قفا كثبان أسنمة.

(٢) ديوان ذي الرمة ٧.

(٣) في الأصل: «الذي لا عمل له عرس»، تحريف.

(٤) في الأصل: «يجعل له»، صوابه في المحمل واللسان.