معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

هث

صفحة 6 - الجزء 6

  ويقولون: سَمِعتُ هَتَّ قوائمِ البعير عند وقعها بالأرض. والأصل في ذلك كلِّه واحد، ولولا أنَّ العلماء ذكروه لما رأيتُ لذكرِهِ وجهاً.

هث

  الهاء والثاء قريبٌ من الذي قبلَه، ومعظمه الاختلاط.

  * يقولون: الهثْهثَة: الاختلاط. وهَثْهَثَتِ السّحابةُ بثَلْجِها وقَطْرها: أرسلَتْه بسرعة:

  وهَثْهَثَ الوالي: ظَلَمَ قال:

  ... وَهَثْهَثُوا فكثُرَ الهَثْهَاثُ⁣(⁣١) ...

هج

  الهاء والجيم: أصلٌ صحيح يدلُّ على غُموضِ في شئٍ واختلاط، ومنه ما يدلُّ على حكايةِ صوت.

  فالأوّل قولهم: هَجَّتْ عينُه⁣(⁣٢): غارت. وهو من باب الغُموض والهَجَاجة:

  الأحمق الذي لا يَهتدِى للأمور، فكأنَّها قد عُمِّيت عليه. وقال ابنُ الأعرابىّ وغيره: ركِب فلانٌ هَجَاجِ، على فَعالِ، إذا ركب العَمياءَ المُظلِمة. وأنشد:

  ... وقد رَكِبوا على لَومِى هَجَاجِ⁣(⁣٣) ...

  والهَجِيج: الوادي العَمِيقُ؛ وهو من الغموض أيضاً.

  والباب الآخَر قولُهم: هَجْهَجْتُ بالسَّبع: صحتُ به. وهَجهَجَ الفحلُ في هديره.


(١) للعجاج في ملحقات ديوانه ٧٥ واللسان (هثث). وقبله:

... وأمراء أفسدوا فعاثوا ... .

(٢) وهججت أيضا. وأنشد في اللسان للسكميت:

كأن عيونهن مهججات ... إذا راحت من الأصل الحرور.

(٣) للمتمرس بن عبد الرحمن الصحارى، كما في اللسان (هجج). وصدره:

... فلا يدع اللئام سبيل غى ... .