معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بوم

صفحة 322 - الجزء 1

  اشتقَّ ما باليتُ، ولم يَخْطِر بِبالِى. قيل له: هو المعنى الذي ذكرناه، ومعنى الاكتراث أن يَكْرُثَه ما وقعَ في نفسه، فهو راجعٌ إلى ما قلناه. والمصدر البَالَةُ والمبالاةُ.

  ومنه

  قول ابن عبّاسٍ وسُئِل عن الوُضوء باللَّبَن⁣(⁣١): «ما أُبالِيهِ بَالةً، اسمحْ يُسْمَحْ لك⁣(⁣٢)».

  ويقولون: لم أُبَال ولم أُبَلْ، على القصر.

  وممّا حُمِل على هذا: البال، وهو رَخَاء العَيْش؛ يقال إنه لَرَاخِى البال⁣(⁣٣)، ونَاعِمُ البال.

بوم

  الباء والواو والميم كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاسُ عليها. فالبُوم ذكَرُ الهَامِ، وهو جمعُ بُومَة. قال:

  قد أعْسِفُ النّازِحَ المجهولَ مَعْسِفُه ... في ظِلِّ أخْضَرَ يدعُو هَامَهُ البُومُ⁣(⁣٤)

  قالوا: وجمعُ البُوم أبوام. قال:

  فَلَاةٍ لِصَوْتِ الجِنِّ في مُنْكَرَاتِها ... هَريرٌ وللأبْوامِ فيها نوائحُ⁣(⁣٥)

بون

  الباء والواو والنون أصلٌ واحدٌ، وهو البُعْد. قال الخليل يقال بينهما بَوْنٌ بعيد وبُون - على وزن حَوْر وحُور - وبَيْنٌ بعيدٌ أيضا، أي فَرْقٌ.


(١) كذا. وفي اللسان (سمح): «وفي الحديث أن ابن عباس سئل عن رجل شرب لبنا محضاً، أيتوضأ؟».

(٢) أبو عبيدة: «اسمح يسمح لك بالقطع والوصل جميعاً».

(٣) الراخى، وردت هنا بالألف، وهي صحيحة، وفي اللسان: «... فهو راخ ورخى، أي ناعم».

(٤) البيت لذي الرمة في ديوانه ٥٧٤ واللسان (عسف، ظلل). وسيأتي في (ظل، عسف).

(٥) البيت لذي الرمة في ديوانه ١٠١. وقبله:

وتيه خبطتا غولها فارتمى بها ... أبو البعد من أرجائها المتطاوح.