معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

برض

صفحة 220 - الجزء 1

  وقال ثعلب في كتاب الفصيح: وهو سامُّ أبْرَص، وسامَّا أبرصَ، وسَوامُّ أبرصَ.

برض

  الباء والراء والضاد أصلٌ واحد، وهو يدلُّ على قلَّةِ الشئ وأخذِهِ قليلًا قليلًا. قال الخليل: التبرُّض التبلُّغ بالبُلْغَة من العيش والتطلَّب له هاهنا وهاهنا قليلًا بعد قليل. وكذلك تبرَّضَ الماءَ من الخوض، إذا قلَّ صبّ في القِربة من هنا وهنا. قال:

  وقد كنتُ بَرَّاضاً لها قبلَ وَصْلِها ... فكيفَ وَلَزَّتْ حَبْلَها بحِبالها⁣(⁣١)

  يقول: قد كنتُ أطلبُها في الفَيْنَةِ بعدَ الفينة، أي أحياناً، فكيف وقد عُلِّق بعضُنا بعضاً. والابتراضُ منه. وتقول: قد بَرَضَ فلان لي من مالِه، وهو يَبْرُضُ بَرْضاً، إذا أعطاكَ منه القليلَ. قال:

  لَعَمْرُكَ إنّنِى وطِلابَ سَلْمَى ... لكالمتبرِّضِ الثَّمَدَ الظَّنُونا⁣(⁣٢)

  وثَمَدٌ أي قليل، كقول رؤبة:

  ... في العِدِّ لم تقدَحْ ثِمادا بَرْضا⁣(⁣٣) ...

  ومن هنا الباب: بَرَض النّبات يَبْرِضُ بُرُوضاً، وهو أوَّلُ ما يتناول النَّعَمُ والبارِض: أوّلُ ما يبدو مِن البُهْمَى. قال:


(١) البيت في اللسان (برض).

(٢) في الأصل: «لكا المبرض»، صوابه في اللسان (ثمد).

(٣) آخر بيت من ارجوزنه الضادية في ديوانه ص ١٨. وقبله.

... أولاك يحمون المصاص المحضا ... .