معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ضمد

صفحة 370 - الجزء 3

باب الضاد والميم وما يثلثهما

ضمد

  الضاد والميم والدال: أصل صحيح يدلُّ على جمعٍ وتجمُّع.

  من ذلك ضَمَدت الشئ أضْمِده، إذا جَمعتَه. والضِّمَاد: العِصابة، يقال ضَمَدت الْجُرْح. ويقولون الضَّمْد، بسكون الميم: أن تتَّخذ المرأة صديقين.

  قال الهذلىّ:

  تريدين كَيْما تَضْمِدُينى وخالداً ... وهل يُجمَع السّيفانِ وَيْحَكِ في غِمْدِ⁣(⁣١)

  ويقال شبعت الإبل من ضَمْد الأرض، إذا شبعت من الرَّطيب واليبيس، والقديم والحديث. قالوا: ويقول الرجل للغريم: أقضيك من ضَمْدِ هذه الغنَم، أي من خيارها ورُذَالها، وكبارها وصغارها. ومن الباب: أَضْمَدَ العرفجُ، إذا تجوّفَتْه الخوصةُ ولم تَنْدُر منه، أي كانت في جوفه. وهو من هذا، كأنَّها جمعته في جوفها.

  ومن الباب الضَّمَد، بفتح الميم، وهو الغَيظ يُجمَع في الصدر ولا يُزاح فيخفّ. قال النابغة:

  ومَن عصاك فعاقِبْهُ معاقبةً ... تَنهى الظَّلومُ ولا تقعُدْ على ضَمَدِ⁣(⁣٢)

  يقال ضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً. قال أبو بكر⁣(⁣٣): وفصَل قومٌ بين الغَيظ والضَّمَد


(١) لأبى ذؤيب الهذلي في ديوانه ١٥٩ واللسان (ضمد).

(٢) البيت في ديوانه ٢٢ واللسان (ضمد).

(٣) أبو بكر بن دريد في الجمهرة (٢: ٢٧٦).