معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

غبط

صفحة 410 - الجزء 4

  أغْبَاشَ ليلِ تَمَامٍ كانَ طارَقَه ... تَطَخْطُخُ الغَيمِ حتَّى مالَه جُوَب⁣(⁣١)

  قال أبو عبيد: الغَبَش: البقيّة من اللَّيْل، وجمعه أغباش.

غبط

  الغين والباء والطاء أصلٌ صحيحٌ له ثلاثة وجوه: أحدها دوامُ الشئِ ولزومُه، [والآخَر الجَسُّ]، والآخِر نوعٌ من الحَسَد.

  فالأوّل قولهم: أَغْبَطَتْ عليه الحُمَّى، أي دامَت. وأغبَطْتُ الرَّحْلَ على ظَهر البَعِيرِ، إذا أدمْتَه عليه ولم تَحُطَّه عنه. ولذلك سُمِّى الرَّحْل غَبيطا، والجمع غُبُط.

  قال الحارثُ بن وَعْلة⁣(⁣٢):

  أم هل تركتَ نساء الحىّ ضاحيَةً ... في قاعة الدَّارِ يستوقدن بالغُبُطِ⁣(⁣٣)

  ومن هذا الغَبْطة: حُسْن الحالِ ودوامُ المَسَرَّة والخَيْر.

  والأصل الآخر الغَبْط، يقال: غبَطْتُ الشَّاةَ، إذا جسستَها⁣(⁣٤) بيدك تنظر بها سِمَنٌ. قال:

  إنِّى وأَتْيِى بُجَيْراً حينَ أسألُه ... كالغابِطِ الكلبَ يرجو الطِّرْق في الذَّنَبِ⁣(⁣٥)

  ومن هذا الباب: الغَبِيط: أرضٌ مطمئنّة، كأنّها غُبِطَتْ حتى اطمأَنَّت


(١) ديوان ذي الرمة ٢٢ واللسان (غيش، طرق). وقبله:

حتى إذا ما جلا عن وجهه فلق ... هاديه في أخريات الليل منتصب.

(٢) في اللسان (غبط) أنه وعلة الجرمي.

(٣) روايته في اللسان: «في ساحة الدار».

(٤) في الأصل: «حبستها» تحريف.

(٥) وكذا وردت روايته في المجمل. وفي اللسان (غبط) وبعض نسخ إصلاح المنطق ٢٦٦:

«وأتى ابن غلاق»؛ وفي بعضها الآخر: «وأتى ابن علاق».