معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

لف

صفحة 207 - الجزء 5

لف

  اللام والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تلوِّي شيء على شيء.

  يقال: لفَفْتُ الشّيءَ بالشيءِ لفًّا. ولففت عِمامَتي على رأسي. ويقال: جاء القومُ ومَن لَفَّ لَفَّهم، أي من تأشَّبَ إليهم، كأنّه التفَّ بهم. قال الأعشى:

  وقد ملأت قيسٌ ومن لَفَّ لَفَّها ... نُبَاكًا فَقوًّا فالرَّجا فالنَّواعصا⁣(⁣١)

  ويقال للعَييِّ: أَلَفُّ، كأنَّ لسانَه قد التفَّ، [و] في لسانه لَفَفٌ.

  والأَلفاف: الشَّجرُ يلتفُّ بعضه ببعض. قال اللَّه تعالى: {وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً}.

  والألَفُّ: الذي تَدانَى فخِذاه من سِمَنه، كأنَّهما التفَّتا؛ وهو اللفَف. قال:

  عِراض القَطَا ملتفّةٌ رَبَلاتُها ... وما اللُّفُّ أفخاذاً بتاركةٍ عَقْلا

  ويقال للرّجُل الثَّقيل البطيء: ألَفُّ. واللَّفيف: ما اجتمَعَ من الناس من قبائلَ شتَّى. وألَفَّ الرّجلُ رأسَه في ثيابه، وألفَّ الطائرُ رأسه تحت جناحِه.

  وحكى بعضهم: في الأرض تلافيفُ من عُشْب. ولفَفْتُه حقه: منعته.

لق

  اللام والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على صِياح وجَلَبة. من ذلك اللَّقلَقَة: الصِّياح. وَكذلك اللَّقلاق. واللَّقلَق: اللِّسان.

  وفي الحديث: «من وُقِيَ شَرَّ لَقْلَقِه وقَبقَبِه وذبذبه فقد وُقِيَ شِرَّةَ الشَّبابِ كلَّها».

  ولَقَّ عينَه، إذا ضرَبَها بيده، ولعلَّ ذلك للوَقْع⁣(⁣٢) يُسْمَع. وأمَّا اللَّقْلَقَة فالاضطراب، وهو قريبٌ من المقلوب، كأنّه مُقَلقَل، وهو الذي لا يَقِرُّ مكانَه. قال امرؤ القيس:

  ... بطرفٍ مُلَقْلَقِ⁣(⁣٣) ...


(١) ديوان الأعشى ١٠٩ ومعجم البلدن (نباك، النواعص).

(٢) الوقع: صوت الضرب. وفي الأصل: «للوقوع».

(٣) قطعة من بيت له ليس في ديوانه المطبوع. وفي اللسان: «وجلاها بطرف ملقلق». وقد وجدته في مخطوطتى دار الكتب برواية الطوسي، وخرابنداذ. وهو بتمامه:

رأى أرنبا فانقض يهوى أمامه ... إليها وجلاها بطرف ملقلق.