معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قمس

صفحة 26 - الجزء 5

  وقَمرَ القومُ الطّيرَ، إذا عَشَّوْها ليلًا فصادُوها. فأمَّا قول الأعشى:

  تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً فأصبحتْ ... قُضَاعِيَّةً تَأْتى الكواهنَ ناشِصا⁣(⁣١)

  فقيل: معناه كما يتقمَّر الأسدُ الصّيدَ. وقال آخرون: تقمّرها: خَدَعها كما يُعَشَّى الطّائرُ ليلًا فيُصَاد.

  ومن الباب: قَمِرَ الرّجُل، إذا لم يُبصِر في الثَّلج. وهذا على قولهم: قَمِرَت القِربة، وهو شئٌ يُصِيبُها كالاحتراق من القَمَر.

  فأمّا قولُهم: قَمَرَ يَقْمِرُ قَمْراً، والقِمار من المُقَامَرة، فقال قومٌ: هو شاذ عن الأصل الذي ذكرناه، وقال آخرون: بل هو منه. وذلك أنَّ المُقامِرَ يزيد مالُه ويَنْقُص ولا يَبْقَى على حال. وهذا شئٌ قد سَمِعناه. واللَّه أعلمُ بصحَّتِه.

  قال ابن دريد: تَقَمَّرَ الرّجُل، إذا طلَبَ من يُقَامِرُه⁣(⁣٢). ويقال: قَمَرْتُ الرّجُلَ أقمُره وأَقمِرُه.

قمس

  القاف والميم والسين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على غَمْسِ شئٍ في الماء، والماء نفسُه يسمَّى بذلك. من ذلك قَمَسْت الشئَ في الماء: غَمَسْتُه. ويقال:

  إنّ قَامُوس البحرِ: مُعظَمه. وقالوا في ذكر المَدِّ والجزر: إنَّ مَلَكاً قد وُكِّل بقَامُوس البحر، كلَّما وَضَعَ رجلَه فاض، فإذا رفَعَها غاضَ. ويقولون *: قَمَسَ الولدُ في بطن أمِّه: اضطرب. والقَمَّاس: الغَوَّاص. وانْقَمَسَ النّجم: انحطَّ في المَغْرِب.

  وتقول العربُ للإنسان إذا خاصم مَنْ هو أجرأ منه: «إنما يُقَامِسُ حُوتاً».


(١) ديوان الأعشى ١٠٨ واللسان (قمر، نشص).

(٢) في الجمهرة (٢: ٤٠٦): «إذا غلب من يقامره»، وما هنا صوابه.