معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

هدى

صفحة 42 - الجزء 6

  ولا يَرعَوْن أكنافَ الهُوَينَى ... إذا حَلُّوا ولا أرضَ الهُدُونِ⁣(⁣١)

  وهَدَّنَت المرأةُ صبِيَّها بكلامها، إذا أرادت أن يَرقد⁣(⁣٢). والتَّهدين: البُطء، وهو قياس الباب.

هدى

  الهاء والدال والحرف المعتلّ: أصلانِ [أحدهما] التقدُّمُ للإرشاد، والآخر بَعثة لَطَفٍ⁣(⁣٣).

  فالأوَّل قولُهم: هدَيتُه الطَّريق هِدايةً، أي تقدّمتُه لأرشدَه. وكلُّ متقدِّمٍ لذلك هادٍ. قال:

  إذا كان هادي الفتَى في البلا ... دِ صدر القَناةِ أطاعَ ... الأميرا⁣(⁣٤)

  وينشعب هذا فيقال: الهُدَى: خِلافُ الضَّلالة. تقول: هَدَيته هُدًى.

  ويقال أقبلَتْ هَوادِى الخيل، أي أعناقها، ويقال هاديها: أوّلُ رَعِيل منها، لأنّه المتقدِّم. والهادِيَةُ: العصا، لأنَّها تتقدَّم مُمِسكَها كأنَّها تُرشِده.

  ومن الباب قولهم: نَظَر فلانٌ هَدْىَ أمرهِ أي جِهتَه، وما أحسَنَ هِدْيَتَه، أي هَدْيَه. ويقولون: جاء فلان يُهادِى بين اثنَين⁣(⁣٥)، إذا كان يمشى بينهما معتمداً عليهما. ورَمَيْتُ بسهمٍ ثمَّ رميتُ بآخَرَ هُدَيَّاه، أي قَصْدَه.


(١) البيت لأبى الغول الطهوى، كما في الحماسة (١: ٩).

(٢) في الأصل: «أن ترقد». وفي المجمل: «أن ينام».

(٣) اللطف، بالتحريك: التحفة والهدية. وكلمة «بعثة» مهملة القط في الأصل، وهي المرة من البعث.

(٤) للأعشى في ديوانه ٦٩ واللسان (هدى).

(٥) في الأصل: «تهادى من اثنين»، صوابه في المجمل.