معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

أفل

صفحة 119 - الجزء 1

أفل

  الهمزة والفاء واللام أصلان: أحدهما الغيبة، والثاني الصِّغار من الإبل. فأمّا الغَيبة فيقال أفَلت الشّمس غابت، ونجوم أُفَّلٌ. وكلُّ شئِ غابَ فهو آفلٌ. قال:

  فدعْ عنك سُعدَى إنَّما تُسعِفُ النَّوى ... قِرانَ الثَريَّا مرّةً ثم تَأفِلُ⁣(⁣١)

  قال الخليل: وإذا استقرّ اللِّقاح في قَرار الرَّحِم فقد أفَل.

  والأصل الثاني الأفيل، وهو الفصيل، والجمع الإفَال. قال الفرزدق:

  وجاءَ قَرِيعُ الشَّولِ قبلَ إفالِها ... يَزِفُّ ... وجاءتْ خَلْفَه وهي زُفَّفُ⁣(⁣٢)

  قال الأصمعي: الأفيل ابنُ المخاض وابن اللبون، الأنثى أفيلة، فإذا ارتفع عن ذلك فليس بأفيل. قال إهاب بن عمير:

  ظَلَّتْ بمندَحِّ الرَّجا مُثُولُها ... ثامنةً ومُعْوِلًا أفيلُها

  ثامنة، أي واردة ثمانية أيّام⁣(⁣٣). مُثُولها: قيامها ماثلة. وفي المثل:

  «إنّما القَرْمُ من الأَفيل⁣(⁣٤)»، أي إنّ بدءَ الكبير من الصَّغير.

أفن

  الهمزة والفاء والنون يدلّ على خلوّ الشئ وتفريغه قالوا: الأُفَنْ قلّة العقل؛ ورجل مأفونٌ. قال:


(١) نسب في (عدد) إلى كثيرة عزة.

(٢) في ديوان الفرزدق ٥٨٩:

«... وراحت خلفه.. .».

(٣) كذا في الأصل، والوجه: «واردة ثمناً». والثمن، بالكسر: ظمء من أظماء الإبل، وهي أن ترد يوماً ثم تحبس عن الماء ستة أيام وترد في الثامن.

(٤) ومنه قول الراجز - وأنشده في الحيوان (١: ٨) -:

قد يلحق الصغير بالجليل ... وإنما القرم من الأفيل

وسحق النخل من الفسيل.