معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

أثم

صفحة 60 - الجزء 1

  تُؤَثِّلُ كَعبٌ علىّ القضاءَ ... فرَبِّى يُغَيِّرُ أعمالهَا⁣(⁣١)

  قال: تؤثِّل، أي تلزمنيه. قال ابنُ الأعرابيّ والأصمعيّ: تأثلت البئر حفرتها. قال أبو ذؤيب:

  وقد أرْسَلُوا فُرَّاطَهُم فتأثَّلُوا ... قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَواعِدِ⁣(⁣٢)

  وهذا قياسُ الباب؛ لأنّ ذلك إخراج ما قد كان فيها مؤثَّلا.

أثم

  الهمزة والثاء والميم تدلُّ على أصلٍ واحد، وهو البطء والتأخُّر. يقال ناقة آثِمةٌ أي متأخِّرة. قال الأعشى:

  ... إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرا⁣(⁣٣)

  والإِثم مشتقٌّ من ذلك، لأنّ ذا الإِثمِ بطئٌ عن الخير متأخِّر عنه. قال الخليل: أثِمَ فلانٌ وقع في الإِثم، فإذا تَحَرَّج وكَفّ قيل تَأثّم كما يقال، حَرِجَ⁣(⁣٤) وقع في الحَرج، وتحرّج تباعد عن الحَرَج. وقال أبو زيد: رجل أثيمٌ أثُومٌ. وذكر ناسٌ عن الأخفش - ولا أعلم كيف صحّتُه - أنّ الإِثم الخمر،


(١) اللسان (١٣: ٩).

(٢) عنى بالقليب هاهنا القبر. سقاها: ترابها. وفي الأصل:

«... أسقاها.. .»

صوابه في الديوان ١٢٢ واللسان (١٣: ٩).

(٣) أنشده في اللسان (أثم) وكذا في (كذب) وقال: «وكذب البعير في سيره، إذا ساء سيره». وصدره كما في اللسان والديوان ص ٧٠:

... جمالية تغتلى بالرداف ... .

(٤) في الأصل: «تحرج»، صوابه من المجمل لابن فارس.