معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

طلع

صفحة 419 - الجزء 3

  محوته، كأنّك قد مَلّسته⁣(⁣١). فأمَّا الذِّئب الأطلس فيقولون الأغبر، والقياس يدلُّ على أنَّه الذي قد تمعَّط شعره. فإِنْ كان ما يقولونه صحيحاً فكأنَّه من غُبْرته قد ألبس طيلساناً. والطَّيْلَسان بفتح اللام صحيح⁣(⁣٢)، وفيه يقول الشاعر:

  وليلٍ فيه يُحسَبُ كلّ نجمٍ ... بدَالك من خَصَاصة طَيْلسانِ⁣(⁣٣)

طلع

  الطاء واللام والعين أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ على ظهورٍ وبُروز، يقال طلعت الشمس طُلوعا ومَطْلَعاً. والمَطْلِع: موضع طلوعها. قال اللَّه تعالى: {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. فمن فتح اللام أراد المصدر، ومن كسر أراد الموضع الذي تطلعُ منه. ويقال طلَعَ علينا فلانٌ، إذا هجم. وأطْلَعْتُك على الأمر إطْلاعا. وقد أطلعتُك طِلْعَهُ. والطِّلاع: ما طلَعت عليه الشَّمس من الأرض.

  وفي الحديث: «لو أنّ لي طِلَاعَ الأرض ذهباً».

  ونَفْسٌ طُلَعَةٌ: تتطلَّع للشئ. وامرأةٌ طُلَعَةٌ، إذا كانت تكثر الاطِّلاع. والطَّلْع: طَلْع النَّخلة، وهو الذي يكون في جوفه الكافُور. وقد أطلعت النخلة. وقوس طِلَاعُ الكفِّ، إذا كان عَجْسها * يملأُ الكفّ. قال أوس:

  كَتُومٌ طِلَاع الكفِّ لا دونَ مِلْئِها ... ولا عَجْسُها عن موضع الكفِّ أفضلا⁣(⁣٤)

  ومن الباب: استطلعتُ رأىَ فلانٍ، إذا نظرتَ ما الذي يَبْرزُ إليك منه.

  وطَلْعة الإِنسان: رؤيته؛ لأنّها تطلُع. ورمى فلان فأطْلَعَ وأشْخَص، إذا مرَّ سهمُه


(١) في الأصل: «طلسته».

(٢) الحق أنه فارسي معرب من «تالسان».

(٣) في الأصل: «يحسب فيه» ولا يستقيم به الوزن.

(٤) ديوان أوس ٢١ واللسان (طلع). وسيأتي في (عجس).