معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الهمزة والعين وما بعدهما في الثلاثي

صفحة 114 - الجزء 1

  أَطْراً. وسمعت علي بن إبراهيم القطان يقول: سمعت ثعلباً يقول: التأطُّر التمكُّث. وقد شذَّت من الباب كلمة واحدة، وهي الأَطِيرُ، وهو الذّنْب يقال أخذني بأَطيرٍ غيرى، أي بذنْبه. وكذلك فسَّرُوا قول عبد اللَّه بن سلمة:

  وإنْ أكْبَرْ فَلَا بأطِيرِ إصْرٍ ... يُفَارِقُ عاتِقى ذَكَرٌ خَشِيبُ⁣(⁣١)

باب الهمزة والعين وما بعدهما في الثلاثي

  مهمل.

باب الهمزة والفاء وما بعدهما في الثلاثي

أفق

  الهمزة والفاء والقاف أصل واحد، يدلّ على تباعُد ما بين أطراف الشئ واتساعِه، وعلى بلوغ النهاية. من ذلك الآفاق: النواحي والأطراف؛ وآفاق البيت من بيوت الأعراب: نواحيه دون سَمْكِهِ. وأنشد يصف الخِلال:

  وأقصَمَ سَيَّارٍ مع الناس لم يَدَعْ ... تراوُحُ آفاقِ السَّماءِ له صدرَا⁣(⁣٢)

  ولذلك يقال أَفَق الرَّجُل، إذا ذهب في الأرض. وأخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الدِّينورىُّ قراءةً عليه، قال: حدَّثنى أبو عبد اللَّه الحسين بن مسبِّح قال: سمِعت أبا حنيفة يقول: للسَّماء آفاقٌ وللأرض آفاق،


(١) بأطير إصر، قسم بعهد وميثاق يحيط به ولا يخرج عنه، وهو قسم معترض بين النافي والمنفى. انظر المفضليات (١: ١٠١).

(٢) البيت لذي الرمة في ديوانه ١٨١ والأزمنة والأمكنة (٢: ٤).