معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

طر

صفحة 409 - الجزء 3

  الشَّئ. وهذا إنما يُحتاج في تصحيحه إلى حُجّة، فأمّا الحكاية في هذا الباب فيقال إنّ الطّخْطَخَة الضّحك؛ والحكاياتُ لا تُقاس.

  ومما يقرب من هذا في الضَّعف قولهم إنَّ المتطخطخ: الضعيفُ البصر. وقالوا أيضاً: والطُّخوخ: سوء الخُلُق والشَّراسَة.

طر

  الطاء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على حِدّة في الشئ واستطالةٍ وامتداد من ذلك قولهم: طرَّ السِّنانَ، إذا حدّده. وهذا سنان مطرور، أي محدَّد.

  ومن الباب الرّجل الطَّرير: ذو الهَيْئَة، كأنّه شئ قد طُرَّ وجُلِى وحُدِّد. قال:

  ويُعجِبك الطّريرُ فتبتليه ... فيُخلِفُ ظنَّك الرجلُ الطّريرُ⁣(⁣١)

  ومن الباب فتًى طارٌّ: طَرَّ شاربُه. والطُّرَّةُ: كُفَّة الثَّوب. ويقال: رمى فأطَرَّ، إذا أَنفَذ. وكلُّ شئ حُسِّن فقد طُرَّ، حتى يقال طَرّ حوضَه⁣(⁣٢)، إذا طيّنه.

  والطُّرَّة من الغيم: الطريقة المستطيلة. والخُطَّة السّوداء على ظهر الحمار طُرّة. وطُرَّة النهر: شَفيرُه. وطَرّ النّبتُ، إذا أنبت؛ وهو مِن طَرّ شاربُه. قال:

  منّا الذي هو ما إنْ طَرَّ شاربُهُ ... والعانسون ومنّا المُرْدُ والشِّيبُ⁣(⁣٣)

  فأمَّا الطَّرّ الذي في معنى الشَّلّ⁣(⁣٤) والطَّرد، فهو من هذا أيضاً؛ لأنّ مَن طرد شيئاً وشَلّه فقد أذْلَقه حتى يحتدّ في شَدِّه وعَدْوه. فأمّا قول الحطيئة:

  غضِبْتَم علينا أَن قتَلْنا بخالدٍ ... بنى مالِكٍ ها إنَّ ذا غَضَبٌ مُطِرّ⁣(⁣٥)


(١) البيت من أبيات رويت في الحماسة (٢: ٢٠) منسوبة إلى العباس بن مرداس. وذكر في اللسان (طرر) أن البيت يروى أيضا للمتلمس.

(٢) في الأصل: «خوصته»، صوابه في المجمل واللسان.

(٣) البيت لأبى قيس بن رفاعة. اللسان (عنس) وشرح شواهد المغنى ٢٤٤. وسيأتي في (عنس) مر.

(٤) في الأصل: «الشك»، تحريف.

(٥) ديوان الحطيئة ٤٩ واللسان (طرر) وإصلاح المنطق ٣٢٠.