معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دث

صفحة 264 - الجزء 2

  إذا أقْبلَتْ قلتَ دُبَّاءَةً ... من الخُضْرِ مَغْمُوسَةٌ في الغُدُرْ⁣(⁣١)

  وأمَّا الدَّبَبُ في الشّعَرِ فمن باب الإبدال؛ لأنَّ الدال فيه مبدلةٌ من زاءٍ.

  والأدْبَبُ من الإبل: الأزبُّ.

  وفي الحديث - إنْ صحَ -: «أيَّتُكُنَّ صاحبة الجمَل الأدْبَب⁣(⁣٢)».

  وأمَّا الدَّبُوب، فيقال إنّه الغار البعيد القَعْر⁣(⁣٣) وليس هذا بشئ.

دث

  الدال والثاء كلمةٌ واحدة، وهو المَطَر الضَّعيف⁣(⁣٤)

دج

  الدال والجيم أصلان: أحدهما كشِبه الدَّبيب، والثاني شئ يُغَشِّى ويغطِّى.

  فالأوّل قولهم: دَجَّ دَجيجاً⁣(⁣٥) إذا دبّ وسَعَى. وكذلك الداجُّ الذين يسعَون مع الحاجِّ في تجاراتهم.

  وفي [الحديث⁣(⁣٦)]: «هؤلاء الدّاجُّ ولَيُسوا بالحاجّ».

  فأمَّا

  حديث أنس: «ما تركت من حاجَةٍ ولا داجَة».

  فليس من هذا الباب، لأنَّ الدَّاجَة مخفّفة، وهي إتْباعٌ للحاجَة. وأما الدَّجاجَة فمعروفةٌ؛ لأنَّها تُدَجْدِجُ، أي تَجِئ وتذهَب. والدَّجَاجة: كُبَّةُ المِغْزَل. فإِن كان صحيحاً فهو على معنى


(١) ديوان امرئ القيس ١٦ واللسان (دبى).

(٢) قيل أطهر التضعيف لموازنة الكلام. والحديث بتمامه أن رسول اللّه قال: «ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدب، تخرج فتنبحها كلاب الحوأب».

(٣) ورد في المجمل والقاموس: «الدبوب: الغار القعر». وأغفله صاحب اللسان.

(٤) هذا تفسير للدث بالفتح.

(٥) في الأصل: «دجيجا وكذلك»، والكلمة الأخيرة مقحمة.

(٦) التكملة من المجمل.