معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سح

صفحة 65 - الجزء 3

  والقومُ قد قطعوا مِتَانَ السَّجسجِ⁣(⁣١)

  ويقال - وهو من الباب - سَجَّ الحائطَ بالطِّين، إذا طلاه به وسوَّاه. وتلك الخشبة المِسَجَّة. والسَّجَاج: اللّبَن الرقيق الصافي⁣(⁣٢).

  ومما يقرب من هذا الباب الكبشُ السّاجِسِىُّ، وهو الكثير الصُّوف.

  ومما شذّ عن الأصل قولُهم: لا أفعل ذلك سَجِيسَ اللّيالى، وسَجيسَ الأوْجَسِ، أي أبدًا. وماءٌ سَجِسَ⁣(⁣٣)، أي متغيّر. والسَّجَّة: صنمٌ كان يُعبَد في الجاهلية.

  وفي الحديث: «أخرِجُوا صدقاتِكم؛ فإنَّ اللَّه عزّ ذكرُه قد أراحكم من الجَبْهَة والسَّجَّة والبَجَّة⁣(⁣٤)».

  وتفسيره في الحديث أنّها أسماءُ آلهة كانوا يعبدونها في الجاهليَّة.

سح

  السين والحاء أصلٌ واحد يدلُّ على الصّبّ، يقال سححت [الماءَ] أسُحُّ سَحًّا. وسَحَابَةٌ سحوح، أي صَبّابة. وشاةٌ ساحٌّ، أي سمينة، كأنّها تَسُحّ الودكَ سَحًّا. وفرس مِسَحٌّ، أي سريعةٌ يشبه عدوُها انصبابَ المطر.

  ويقال سَحسح الشئُ، إذا سال. ويقال إن السحسحة هي السَّاحة⁣(⁣٥).


(١) للحارث بن حلزة اليشكري، كما في اللسان (رجل، متن، سجج). وصدره:

أنى اهتديت وكنت غير رجيلة

والبيت من قصيدة له في المفضليات (٢: ٥٥).

(٢) وقيل الذي ثلثه لبن وثلثاه ماء. وأنشد:

يشربه محضا ويسقى عياله ... سجاجا كأقراب الثعالب أورقا.

(٣) بالتحريك وبفتح فكسر، ويقال سجيس، أيضا. على أن حق هذه الكلمات أن تكون في مادة (سجس)، لكن هكذا وردت في الأصل والمجمل.

(٤) ورد الحديث في مادة (بجج، سجج، جبه). وروى في الموضع الأول: «من الشجة والبجة» وقد فسر بتفاسير أخر.

(٥) في الأصل: «سمى الساحة». وفي المجمل: «ويقال إن السحسحة الساحة».