معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

طيس

صفحة 436 - الجزء 3

  ثمّ يستعار ذلك في غيرِه وفي كلِّ سُرعة. من ذلك الطَّير: جمع طائر، سمِّى ذلك لما قُلناه. يقال طار يَطير طيَراناً. ثمَّ يقال لكلِّ مَن خفّ: قد طار.

  قال رسول اللَّه ÷: «خيرُ النَّاس رجلٌ مُمْسِكٌ بعِنان فرسِه في سبيل اللَّه، كلَّما سمِع هَيْعَةً طار إليها».

  وقال:

  فطِرنَا إليهم بالقنابل والقَنَا

  ويقال مِن هذا: تطايَرَ الشّئُ: تفرَّق. واستطار الفجر: انتشر. وكذلك كلُّ منتشِر. قال اللَّه تعالى: {يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً}. فأمّا قولهم:

  تطيَّر من الشئ، فاشتقاقه من الطَّير كالغراب وما أشبهه. ومن الباب: طائر الإنسان، وهو عَملُه. وبئر مُطارَةٌ، إذا كانت واسعة الفم. قال:

  هُوِىُّ الرِّيح في جَفْرٍ مُطارِ⁣(⁣١)

  ومن الباب: الطَّيْرة: الغضَب، وسمِّى كذا لأنَّه يُستَطار له الإنسان.

  ومن الباب قولهم: خذ ما تطايَرَ من شعر رأسك، أي طال. قال:

  وطارَ جِنّىُّ السَّنَامِ الأطْوَلِ⁣(⁣٢)

طيس

  الطاء والياء والسين كلمةٌ واحدة. قال:

  عددتُ قومِى كعَديدِ الطَّيْسِ⁣(⁣٣)


(١) صدره في المجمل واللسان (طير):

كأن حفيفها إذ بركوها.

(٢) لأبى النجم، كما في المجمل. وهو من أم الرجز، مجلة المجمع العلمي بدمشق ١٣٤٧.

والرواية فيها وفي الحيوان (٦: ١٨٥): «وقام جنى السنام الأميل».

(٣) لرؤبة بن العجاج في ملحقات ديوانه ١٧٥ واللسان (طيس). وبعده:

إذ ذهب القوم الكرام ليسى.