معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سدن

صفحة 150 - الجزء 3

  يأيُّها السَّدِم المَلوِّى رأسَه ... ليقودَ مِن أهل الحجاز بَرِيما⁣(⁣١)

سدن

  السين والدال والنون أصلٌ واحد لشئ مخصوص. يقال إنَّ السَّدانة الحِجابة. وسَدَنة البيت: حَجَبَتُه. ويقولون: السَّدَن⁣(⁣٢) السِّتر. فإنْ كان صحيحاً فهو من باب الإبدال، والأصل السُّدْل.

سدو

  السين والدال والواو أصلٌ واحد يدلُّ على إهمال وذَهابٍ على وجه. من ذلك السَّدْو، وهو ركوبُ الرأس في السَّير. ومنه قولُه جلّ ثناؤه:

  {أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً}، أي مُهْمَلا لا يؤمر ولا يُنهَى. قال الخليل:

  زَدْوُ الصِّبيان بالجوز إنَّما هو السَّدو. فإن كان هذا صحيحاً فهو من الباب؛ لأنه يخلّيه من يده. ومن الباب: أسْدَى النّخلُ، إذا استرخت ثَفاريقُه⁣(⁣٣)، وذلك يكون كالشَّئ المخلّى من اليَدِ، والواحدة من ذلك السَّدِية. وكان أبو عمرو يقول: هو السَّداء ممدود، الواحدة سَداءة. قال أبو عبيد: لا أحفظ الممدود.

  والسَّدَى: النَّدَى؛ يقال سَدِيَتْ ليلتُنا، إذا كثُر نَداها. وهو من ذاك، لأن السحاب يُهمِله ويُهمَل به.

  ومن الباب السَّدَى، وهو ما يُصطنع من عُرْف؛ يقال أسدى فلانٌ إلى فلان معروفا. ومن الباب: تسدَّى فلانٌ أَمَتَه، إذا أخذها من فَوقها، كأنَّه رمى بنفسه عليها. قال:


(١) البيت لليلى الأخيلية، كما سبق في (١: ٢٣٢). وانظر التحقيق هناك.

(٢) ضبط في المجمل بسكون الدال، وفي اللسان والقاموس بفتحها.

(٣) الثفاريق: جمع ثفروق، كعصفور، وهو قمع البسرة. في الأصل: «تفاريقه»، صوابه بالثاء المثلثة.