معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

شقر

صفحة 203 - الجزء 3

  إِذَا غَضِبُوا علىَّ وأشقَذُونى ... فصرتُ كأنّنى فَرَأٌ مُتارُ⁣(⁣١)

  فإنّ هذا أيضاً وإن كان معناه صحيحاً فإنه يريد رَمَزونى بعيونهم بِغضَةً، كما ينظر العدوُّ إِلى من لا يحبُّه.

  ومن الباب الشَّقْذاء: العُقاب الشديدة الجُوع، سمّيت بذلك لأنّها إِذا كانت كذا [كان ذلك] أشدَّ لنظرها. وقد قال الشُّعراء في هذا المعنى ما هو مشهور.

  وذكر بعضهم: فلانٌ يُشاقِذُ فلاناً، أي يُعادِيه. فأمَّا قولُهم: ما به شَقَذ ولا نَقَذٌ، فمعناه عندهم: ما به انطلاق. وهذا يبعد عن القياس الذي ذكرناه.

  فإنْ صحّ فهو من الشاذّ.

شقر

  الشين والقاف والراء أصلٌ يدلُّ على لون. فالشقرة من الألوان في الناس: حُمرة تعلو البياض. والشُّقرة في الخَيل حُمرةٌ صافية يَحمَرُّ معها السَّبيب والناصية والمَعْرَفة. ويمكن أن يحمل على هذا الشَّقِر، وهو شقائق النُّعمان.

  قال طرفة:

  وعَلَا الخَيْلَ دماءٌ كالشَّقِرْ⁣(⁣٢)

  ومما ينفرد عن هذا الأصل كلماتٌ ثلاث: قولهم: أخبرتُ فلاناً بشقُورى، أي بحالي * وأمرى. قال رؤبة:


(١) البيت لعامر بن كثير المحاربي، كما في اللسان (شقذ، تور).

(٢) رسمت «علا» في الأصل رسما مزدوجا يجمع بين الألف والياء بعد اللام، إشارة إلى الروايتين فيها. ورواية الديوان ٦٧: «وعلى». أما اللسان (شقر) فقد أشار إلى الروايتين.

وصدره:

وتساقى القوم كأسا مرة.