معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قوس

صفحة 40 - الجزء 5

  وأُشْرِفُ بالقَوزِ اليَفَاعِ لَعلَّنى ... أرَى نَارَ ليلَى أو يَرانِى بَصِيرُها⁣(⁣١)

قوس

  القاف والواو والسين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تقدير شئٍ بشئ، ثم يُصَرَّف فتقلبُ واوُه ياءً، والمعنى في جميعِهِ واحد. فالقَوْس: الذِّراع، وسمِّيت بذلك لأنَّه يقدر بها المَذْرُوع⁣(⁣٢). [وبها سمِّيت القَوسُ] التي يُرمَى عنها.

  قال اللَّه تعالى: {فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى}. قال أهلُ التفسير: أراد:

  ذِرَاعَين. والأَقْوَس: المُنْحنِى الظَّهر. وقد قَوَّسَ الشَّيخُ، أي انحَنَى كأنَّه قوسٌ. قال امرؤُ القيس:

  أَراهُنَّ لا يُحْبِبْنَ مَن قلَّ مالُه ... ولا مَن رأَيْنَ الشَّيب منه وقوّسا⁣(⁣٣)

  وتقلب الواوُ لبعض العِلَل ياءً فيقال: بيني وبينه قِيسُ رُمْح، أي قَدْرُه.

  ومنه القِياسُ، وهو تَقديرُ الشَّئ بالشئ، والمقدار مِقْياسٌ. تقول: قَايَسْتُ الأمْرَينِ مُقايَسةً وقِيَاساً. قال:

  يَخْزَى الوَشيظُ إذا قال الصَّريحُ لهم ... عُدُّوا الحَصَى ثمَّ قِيسوا بالمَقَاييس⁣(⁣٤)

  وجمعُ القَوسِ قِسِيٌّ، وأَقْواس، [وقِياس⁣(⁣٥)]. قال:


(١) البيت لتوبة بن الحمير. أمالي القالى (١: ٨٨، ١٣١)، برواية: «بالقور» بالراء المهملة، والقوز، ضبطت في المجمل في البيت والكلام قبله بضم القاف، وقد أثبت ضبط اللسان والقاموس.

(٢) في الأصل: «بالمزروع وبها المذروع».

(٣) في الديوان ١٤١ واللسان (قوس): «الشيب فيه».

(٤) في الأصل: «يجزى»، صوابه في المخصص (٣: ٩٢).

(٥) التكملة من المجمل.