معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عبر

صفحة 207 - الجزء 4

  ومن هذا القياس العَبَد، مثل الأنَف والحمّية. يقال: هو يَعْبَدُ لهذا الأمر.

  وفسِّر قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ}، أي أوَّلُ مَن غَضِبَ عَنْ هذا وأنِف من قولِه.

  وذُكر عن علىٍّ # أنّه قال: «عَبِدتُ فصَمَتُّ».

  أي أنِفْتُ فسكَتّ. وقال:

  ويَعْبَدُ الجاهلُ الجافي بحقِّهم ... بعد القضاء عليه حين لا عَبَدُ⁣(⁣١)

  وقال آخر⁣(⁣٢):

  وأعبَدُ أن تُهجَى كليبٌ بدارِمِ⁣(⁣٣)

  أي آنف من ذلك وأغضبُ منه:

عبر

  العين والباء والراء أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ على النفوذ والمضىِّ في الشئ. يقال: عَبَرت النّهرَ عُبُوراً. وعَبْر النهر: شَطُّه⁣(⁣٤). ويقال:

  ناقةٌ عُبْرُ أسفارٍ: لا يزال يُسافَرُ عليها. قال الطّرِمّاح:

  قد تبطَّنْتُ بِهِلْوَاعةٍ ... عُبْرِ أسفارٍ كَتُوم البُغَامْ⁣(⁣٥)


(١) في الأصل: «ونعبد الجاهل».

(٢) هو الفرزدق، كما في إصلاح المنطق ٥٨ - ٥٩، وليس في ديوانه، وفيه بيتان يشبهان أن يكونا هذا البيت ففي ص ٨٠٠:

أظنت كلاب اللؤم أن لست شاتما ... قبائل إلا ابني دخان بدارم

وفي ص ٨١٦:

أظنت كلاب اللؤم أن لست خابطا ... قبائل غير ابني دخان بدارم.

(٣) في إصلاح المنطق: «أن أهجو كليبا». وصدره:

أولئك أحلاسى فجئنى بمثلهم

قال ابن السكيت: «ويروى: فجؤنى. ويروى: تميما بدارم».

(٤) في الأصل: «شطره»، تحريف.

(٥) ديوان الطرماح ١٠٣ واللسان (هلع).