معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

زهق

صفحة 32 - الجزء 3

  عن أبي زيد أن المزَاهَمة القُرب، ويقال زَاهَمَ فلانٌ الأربعينَ، أي داناها، فممكنٌ أن يُحمَل على الأصل الذي ذكرناه، لأنّه كانّه أراد التلطُّخ بها ومُماسَّتها. ويمكن أنْ يكون من الإبدال، وتكون الميم بدلًا من القاف، لأن الزاهق عَيْنُ السمين⁣(⁣١).

  وقد ذكرناه

زهق

  الزاء والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تقدَّم ومضىّ وتجاوز.

  من ذلك: زَهَقَتْ نفسه. ومن ذلك: [زهَق] الباطل، أي مضى. ويقال زَهَق الفرسُ أمامَ الخليل، وذلك إِذا سَبَقَها وتقدَّمَها. ويقال زَهق السّهم، إذا جَاوَزَ الهدَف. ويقالُ فرسٌ ذات أزَاهيقَ، أي ذاتُ جَرْىٍ وسَبْقٍ وتقدم.

  ومن الباب الزَّهْق، وهو قَعْرُ الشئ؛ لأن الشئ يزهق فيه إِذا سقط.

  قال رؤبة:

  كأنَّ أيديَهنَّ تَهْوِى بالزَّهَق⁣(⁣٢)

  فأما قولهم: أزْهَقَ إناءَه، إذا ملأه، فإن كان صحيحاً فهو من الباب؛ لأنه إذا امتلأ سَبَقَ وفاض ومَرَّ. ومن الباب الزَّاهق، وهو السَّمِين، لأنَّه جاوز حدّ الاقتصاد إلى أن اكتَنز من اللحم⁣(⁣٣). ويقولون: زَهَقَ مخُّه: اكتنز. قال زُهير في الزَّاهق:

  القائدُ الخيلَ منكوبًا دوابِرُها ... منها الشَّنُونُ ومنها الزَّاهقُ الزَّهِمُ⁣(⁣٤)

  ومن الباب الزَّهُوق، وهو البئر البعيدة القعر.


(١) في الأصل: «عند السمين»، وانظر س ١٣ من هذه الصفحة.

(٢) ديوان رؤبة ١٠٦ واللسان (زهق).

(٣) في الأصل: «إلى أكثر من اللحم».

(٤) ديوان زهير ١٥٣ واللسان (زهق).