معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بشم

صفحة 251 - الجزء 1

بشم

  الباء والشين والميم أصلٌ واحد، وهو جِنْسٌ من السَّآمةِ لمأكولٍ ما، ثمَّ يُحْمَل عليه غيرُه. يقال بَشِمْتُ من الطَّعام، كأنَّك سَئِمْتَه. قال الخليل: البَشَم يُخَصُّ به الدَّسَم. قال: ويقال في الفَصِيل⁣(⁣١): بَشِم مِن كَثْرَة شُرْبِ اللَّبن.

  وممّا شذّ عن الأصل البَشَامُ، وهو شجَرٌ.

بشر

  الباء والشين والراء أصلٌ واحد: ظهور الشَّئ مع حُسْنٍ وجمال فالبَشَرة ظاهِرُ جِلْد الإنسان، ومنه بَاشَرَ الرّجُلُ المرأةَ، وذلك إفضاؤه بِبَشَرتِه إلى بَشَرتها. وسُمِّىَ البَشَرُ بَشَرًا لظُهورِهمْ. والبَشِير الحَسَنُ الوَجْه.

  والبَشَارة، الجَمَال. قال الأعشى:

  ورَأتْ بأنَّ الشَّيْبَ جا ... نَبَهُ البَشَاشَةُ والبشَارَهْ⁣(⁣٢)

  ويقال بَشَّرْتُ فُلاناً أُبَشِّرُهُ تَبشيراً، وذلك يكون بالخَيْر، وربما حُمِل عليه غيرُه من الشّرّ، وأظن ذلك جنساً من التَّبكيت. فأمّا إذا أُطلِقَ الكلامُ إطلاقاً فالبِشارة بالخير والنِّذارةُ بغَيرهِ. يقال أبْشَرَتِ الأرضُ إذا أخرَجَت نَبَاتَها.

  ويقال ما أَحسَنَ بَشَرَةَ الأرض. ويقال بَشَرْتُ الأدِيمَ إذا قَشَرْتَ وَجْهَه.

  وفلانٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، إذا كان كاملًا من الرِّجال، كأنَّهُ جَمَع لِينَ الأَدَمَةِ وخُشونَةَ البَشَرَة. ويقال إن بحنة⁣(⁣٣) بنَ ربيعة، زوّج ابنَتَه فقال لامرأته:

  «جَهِّزِيها فإنَّها المؤْدَمَة المُبْشَرَة⁣(⁣٤)».


(١) الفصيل: ولد الناقة. وفي الأصل: «الفصل».

(٢) البيت في ديوان الأعشى ١١٣ واللسان (٥: ١٢٨).

(٣) في الأصل: «بحبة» وأثبت ما في اللسان (٥: ١٢٦).

(٤) في الأصل: «فإنك المؤدمة». وفي اللسان: «ابنتك المؤدمة».