معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ظهر

صفحة 471 - الجزء 3

باب الظاء والهاء وما يثلثهما

ظهر

  الظاء والهاء والراء أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ على قوّة وبروز.

  من ذلك ظَهَر الشئُ يظهر ظهوراً فهو ظاهر، إِذا انكشف وبرز. ولذلك سمِّى وقت الظُّهر والظَّهيرة، وهو أظهر أوقات النّهار وأضوؤُها. والأصل فيه كلّه ظهر الإنسان، وهو خلافُ بطنه، وهو يجمع البُروزَ والقوّة. ويقال للرِّكاب الظَّهر، لأنَّ الذي يَحمِل منها الشئَ ظهورُها. ويقال رجل مظهَّر، أي شديد الظَّهْر. ورجلٌ ظَهِر⁣(⁣١): يشتكى ظهره.

  ومن الباب: أظهرْنا، إذا سرنا في وقت الظُّهْر. ومنه: ظهرتُ على كذا، إذا اطَّلعتَ عليه. والظَّهِير: البعير القوىّ. والظَّهير: المُعِين، كأنه أسندَ ظَهْرَه إلى ظهرك. والظُّهور: الغَلبة. قال اللَّه تعالى: {فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ}. والظَّاهرة:

  العين الجاحظة. والظِّهار: قولُ الرَّجل لامرأته: أنتِ عَلَىَّ كظهر أُمِّى. وهي كلمةٌ كانوا يقولونها، يريدون بها الفراق. وإِنّما اختصُّوا الظَّهْر لمكان الرُّكوب، وإلّا فسائر أعضائها في التَّحريم كالظَّهر. والظُّهار من الرِّيش: ما يظهر منه في الجَناح. والظِّهرىُّ: كلُّ شئٍ تجعله بظَهْرٍ، أي تنساه، كأنَّك قد جعلتَه خلف ظهرك، إعراضاً عنه وتركاً له. قال اللَّه سبحانه: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا}.

  وقد جعل فلانٌ حاجتي بظهرٍ، إذا لم يُقْبِل عليها، بل جعلها وراءه. وقال الفرزدق:


(١) في اللسان والقاموس: «ظهير»، والصواب ما أثبت من الأصل مطابقاً ما ورد في مجالس ثعلب ٢١٨ س ٢ وصحاح الجوهري (ظهر).