معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

زبن

صفحة 46 - الجزء 3

زبن

  الزاء والباء والنون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الدّفع. يقال ناقة زَبُون، إذا زَبَنَتْ حالبَها. والحرب تزبِنُ النّاسَ، إذا صَدَمتهم. وحربٌ زَبُون. ورجلٌ ذو زَبُّونةٍ، إذا كان مانعاً لجانبِه دَفُوعاً عن نفسه. قال:

  بذَبِّى الذَّمَّ عن حَسبِى بمالِى ... وزَبُّوناتِ أشْوسَ تَيَّحانِ⁣(⁣١)

  ويقال فيه زَبُّونَةٌ، أي كِبر، ولا يكونُ كذا إلّا وهو دافعٌ عن نفسه.

  والزَّبانِيَةُ سُمُّوا بذلك، لأنّهم يدفعون أهلَ النار إلى النار. فأمَّا المُزابَنَة فبيع الثمر في رؤوس النّخل، وهو الذي جاء الحديث بالنَّهى عنه. وقال أهل العلم: إنّه مما يكون بعد ذلك من النِّزاع والمدافَعة. ويقولون إن الزَّبْن البُعْد. وأما زُبَانَى العقرب فيجوز أن يكون من هذا أيضاً، كأَنّها تدفَع عن نفسها به، ويجوز أن يكون شاذًّا.

زبى

  الزاء والباء والياء يدلُّ على شرٍّ لاخير. يقال: لقيت منه الأَزابِىَّ، إذا لقى منه شرّا. ومن الباب: الزُّبْية: حفيرة يُزَبِّى فيها الرجلُ للصيد، وتفر للذّئب والأسد فيصادان فيها. ومن الباب: زَبَيْت أَزْبِى، إذا سقت إليه ما يكرهه. [قال]:

  تلك استقِدْها وأَعطِ الحُكْم وَاليَها ... فإنّها بعضُ ما تَزْنِى لك الرَّقِمُ⁣(⁣٢)

زبع

  الزاء والباء والعين قريبٌ من الذي قبله، وهو يدلُّ على


(١) لسوار بن المضرب، كما في اللسان (زبن). وروايته: «عن أحساب قومي».

(٢) في اللسان: «تلك استفدها» بالفاء.