معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

شرق

صفحة 264 - الجزء 3

  السّنّ. وذُكِر عن الخليل أنّ السَّهْم الشارف من هذا، وهو الذي طال [عهدُهُ] بالصِّيان⁣(⁣١) فانتكث عَقَبُه وريشُه. قال أوس:

  يُقلِّبُ سَهماً راشَهُ بمناكبٍ ... ظُهارٍ لُؤام فهو أعجفُ شارفُ⁣(⁣٢)

  ويزعمون أن شُرَيْفاً أطولُ جبَلٍ في الأرض.

شرق

  الشين والراء والقاف أصلٌ واحد يدلُّ على إضاءةٍ وفتحٍ.

  من ذلك شَرَقَت الشّمسُ، إذا طلَعت. وأشرقت، إذا أضاءت. والشُّرُوق:

  طُلوعها. ويقولون: لا أفعل ذلك ما ذرَّ شارقٌ، أي طَلَعَ، يُرَاد بذلك طُلُوع الشمس. وأيّام التَّشْريق سمِّيت بذلك لأنَّ لحوم الأضاحِى تُشرَّق فيها للشّمس.

  وناسٌ يقولون: سمِّيت بذلك لقولهم: «أشرِقْ ثَبِير، لكيما نُغير». والمَشْرِقانِ:

  مَشْرِقا الصَّيف والشِّتاء. والشَّرْق: المَشْرِق: وقال قوم: إنَّ اللحمَ الأحمرَ يسمَّى شَرْقاً، فإِنْ كان صحيحاً فلأنّه من حُمرته كأنه مُشْرِق.

  ومن قياس هذا الباب: الشّاةُ الشّرقاء: المشقوقة الأذُن، وهو من الفَتْح الذي وصفناه.

  ومما شذَّ عن هذا الباب قولهم: شَرِق بالماء، إذا غَصَّ به شَرَقاً. قال عدىّ:

  لو بِغَير الماءِ حَلْقِى شَرِقٌ ... كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعتصارِى⁣(⁣٣)


(١) الصيان والصيانة والصون والحفظ بمعنى. وفي الأصل: «بالصبيان»، صوابه في المجمل.

وفي اللسان (١١: ٧٤): «بالصيانة». وكلمة «عهده» من المجمل.

(٢) ديوان أوس بن حجر ١٦ واللسان (شرف).

(٣) اللسان (عصر، شرق) والحيوان (٥: ١٣٨، ٥٩٣) والأغانى (٢: ٢٤).