معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نفس

صفحة 460 - الجزء 5

  يَخُرْنَ إذا أُنْفزْن في ساقِط النَّدَى ... وإن كانَ يومًا ذَا أهاضيبَ مُخْضِلا⁣(⁣١)

نفس

  النون والفاء والسين أصلٌ واحد يدلُّ على خُروج النَّسيم كيف كان، من ريح أو غيرها، وإليه يرجعُ فروعه. منه التَّنَفُّس: خُروج النَّسِيم من الجوف. ونَفَّسَ اللَّه كُربَته، وذلك أنَّ في خُروج النَّسيم رَوْحاً وراحة *. والنَّفَس:

  كلُّ شيءٍ يفرَّجُ به عن مكروب.

  وفي الحديث: «لا تَسُبُّوا الرِّيح فإنَّها من نَفَس الرَّحمن».

  يعني أنَّها رَوحٌ يتنفَّس به عن المكروبين.

  وجاء في ذكر الأنصار:

  «أَجِدُ نَفَس رَبِّكم من قِبَلِ اليَمَن».

  يراد أن بالأنصار نُفِّسَ عن الذين كانوا يؤذَوْن من المؤمنين بمكَّة⁣(⁣٢). ويقال للعَيْن نَفَسٌ. وأصابت فلاناً نَفْسٌ. والنَّفْس:

  الدَّم، وهو صحيح، وذلك أنَّه إذا فُقِد الدّمُ من بَدَنِ الإنسان فَقَدَ نَفْسَه. والحائض تسمَّى النُّفساءَ⁣(⁣٣) لخرُوج دَمِها. والنِّفاس: وِلادُ المرأة، فإذا وَضَعت فهي نُفَساء.

  ويقال: ورِثْتُ هذا قبل أن يُنْفَسَ فلانٌ، أي يولَد. والولدُ منفوس. والنِّفاس أيضاً: جمع نُفَساء. ويقال: كَرَع في الإناء نَفَساً أو نَفَسَيْن. ويقال: للماء نَفَسٌ، وهذا على تسميته الشَّيء باسم غيرِه، ولأنَّ قِوام النَّفس به. والنَّفْسُ قِوامُها بالنَّفَس. قال:


(١) لأوس بن حجر في ديوانه ٢٢ والمجمل (نفز) واللسان (نفز، خور). وفي الأصل:

«وإن كان مابوذا أهاديب»، صوابه في المراجع السابقة. وبعده:

خوار المطافيل الملمعة الشوى ... وأطلائها صادفن عرنان مبقلا.

(٢) والأنصار يمانون، لأنهم من الأزد. اللسان (نفس).

(٣) في اللسان: «ثعلب: النفساء: الوالدة، والحامل، والحائض».