جزأ
  ويقولون: إنّ الجَزْمةَ الأكلةُ الواحدة: فإن كان صحيحاً فهو قياسُ الباب، لأنّه مرّةٌ ثم يُقطَع. ومن ذلك قولهم: جَزَّمَ القومُ: عَجَزُوا. قال:
  ولكنِّى مضَيْتُ ولم أُجزِّمْ ... وكان الصَّبْرُ عادةَ أوَّلينا(١)
جزأ
  الجيم والزاء والهمزة أصلٌ واحد، هو الاكتفاء بالشَّئ.
  يقال اجتزأْتُ بالشئِ اجتزاءَ، إذا اكتفيتَ به. وأجزَأَنِى الشَّىْءُ إِجزاءً إذا كفاني قال:
  لقد آليت أَغْدِرُ في جَدَاعِ ... وإنْ مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرِّباعِ(٢)
  لأنَّ الغَدْرَ في الأقوامِ عارٌ ... وإنَّ الْحُرَّ يَجْزَأُ بالْكُراعِ
  أي يكتفى بها. والجَزْءُ: استغناء السائمة عن الماء بالرُّطْبِ(٣). وذكَرَ ناسٌ في قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً} أنّه من هذا، حيث زعموا أنّه اصطفَى البناتِ على البنين. تعالى اللَّه عن قول المشركين علُوًّا كبيرا. والجُزْء:
  الطائفة من الشَّئ.
  ومما شذّ عن الباب الجُزْأَة نِصَاب السِّكِّين، وقد أجزَأتُها إِجزاء إِذا جعلْتَ لها جُزأةً. ويجوز أن يكون سمِّيت بذلك لأنها بعض الآلةِ وطائفةٌ منها.
جزى
  الجيم والزاء والياء: قيام الشئ مَقامَ غيره ومكافأتُه إياه.
  يقال جَزَيت فلاناً أجزِيه جزاءَ، وجازيتُه مجازاةً. وهذا رجل جازِيكَ مِنْ رجل،
(١) البيت في اللسان والمجمل (جزم).
(٢) الشعر لأبى حنبل الطائي، كما سبق في حواشي (جدع). وقد أنشدهما في اللسان (جزأ) بدون نسبة.
(٣) يقال جزأت جزءاً، بفتح الجيم وضمها، وجزوءا أيضا.