معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

كدب

صفحة 167 - الجزء 5

  وهو من هذا. وربَّما همز هذا فيكون من الباب الذي يُهمز وليس أصله الهمز. زعم الخليل أنّه يقال: أصابت زروعَهم كَادِئَة، وهو البرد. وأصاب الزَّرع بردٌ وكَدَّأه، أي رَدَّه في الأرض. وقال الفَراء: كَدِيَ الكلبُ⁣(⁣١) كَدَى، إذا شَرِب اللبن ففسَد جوفُه. ويقال أكديتهُ أُكْدِيه إكداءً، إذا رددته عن الشَّيء. والقياس في جميع ما ذكرناه واحد. وكَدَاء: مكان، ولعلّه أن يكون من الكُدْية.

كدب

  الكاف والدال والباء، يقال فيه كلمة. قالوا: إنّ الكَدِبَ:

  الدّم الطريّ. وروي أنّ بعضهم قرأ: وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَدِبٍ⁣(⁣٢).

كدح

  الكاف والدال والحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تأثيرٍ في شيء.

  يقال كَدَحه وكَدَّحَه، إذا خَدَشَه. وحمار مُكَدَّح: قد عضَّضَتْه الحُمُر.

  ومن هذا القياس كَدَحَ، إذا كَسَبَ، يَكدَحُ كَدْحاً فهو كَادِح. قال اللَّه عزّ وعلا:

  {إِنَّكَ كادِحٌ}، أي كاسِب.

باب الكاف والذال وما يثلثهما

كذب

  الكاف والذال والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على خلاف الصِّدق. وتلخيصه أنّه لا يبلُغ نهايةَ الكلامِ في الصِّدق. من ذلك الكَذِب خِلاف الصِّدق. كَذَبَ كَذِباً⁣(⁣٣). وكَذَّبْتُ فلاناً نسبتُه إلى الكَذِب، وأَكْذَبْتُه:


(١) في المجمل واللسان والقاموس: «الفصيل» بدل «الكلب». وفي اللسان أيضا: «كدى الكلب كدى، إذا نشب العظم في حلقه».

(٢) هذه قراءة عائشة والحسن. وقراءة الجمهور بالذال المعجمة. وقرأ زيد بن علي: «كذبا» بالذال المعجمة والنصب. تفسير أبى حيان (٥، ٢٨٩).

(٣) ويقال كذلك كذبا، بالكسر، وكذابا وكذابا، بالكسر فيهما وتخفيف الذال وتشديدها.