معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دح

صفحة 265 - الجزء 2

  التشبيه. وكذلك قولهم: لفلانٍ دَجاجة، أَى عيالٌ. وهو قياسٌ؛ لأنَّهم إليه يدِجُّون.

  وأمّا الآخَر فقولهم تَدَجْدَج اللَيل: إِذا أظْلَم. وليلٌ دَجُوجىّ. ودَجَّجت السماءُ تدجيجاً: تغيَّمت. وتدَجْدَجَ الفارسُ بشِكَّته، كأنَّه تغطَّى بها. وهو مدجّج ومدَجَّجٍ. وقولهم للقُنْفذ مُدَجَّجِ⁣(⁣١) من هذا. قال:

  ومُدَجَّجٍ يَعدُو بشِكّته ... محمَرَّةٍ عيناهُ كالكَلْبِ⁣(⁣٢)

  وأمّا قولهم للنّاقة المبسطة على الأرض دَجَوْجَاةٌ، فهو من الباب، لأنّها كأنها تُغَشّى الأرض.

دح

  الدال والحاء أصلٌ واحد يدلُّ على اتساع وتبسُّط. تقول العرب: دحَحْتُ البيت وغيرَه، إذا وسَّعته *. واندَحَّ بطنُه، إذا اتَّسع. قال أعرابىّ: «مُطِرْنا لليلتين بقيتا من الشّهر، فاندحَّتِ الأرضُ كَلَأً». ويقال دَحَّ الصَائدُ بيتَه، إذا جعَلَه في الأرض. قال أبو النَّجم:

  ... بيْتاً خَفِيًّا في الثَّرَى مَدْحُوحَا⁣(⁣٣) ...

  ومن الباب الدَّحْدَاح: القصير، سمّى لتطامُنِه وجُفُورِه⁣(⁣٤). وكذلك الدُّحَيْدِحَةُ. قال:


(١) في المخصص (٨: ٩٥): «المدجج والمدجج: الدلدل من القنافذ». وأنشد البيت.

(٢) البيت لعامر بن الطفيل كما في الحيوان (١: ٣١٣). وأنشده المبرد في الكامل ٦٠٩:

«ومدججا».

(٣) البيت في المجمل واللسان (دحح).

(٤) الجفور: مصدر جفر، ولم يصرح اللغويون بهذا المصدر إلا في قولهم: جفر الفحل جفورا إذا عجز عن الضراب. وفي الأصل: «جفون». وأراه محرفا عن «الجفور». والجفر: الصبى إذا انتفخ لحمه وأكل وصارت له كرش.