معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

شيق

صفحة 236 - الجزء 3

  سهمٌ ونَصِيب انتشر في السَّهم حتَّى أخذه، كما يَشِيع الحديثُ في الناس فيأخذ سَمع كلِّ أحد.

  ومن هذا الباب: شيَّعت النّارَ في الحطب، إِذا ألْهَبْتَها.

شيق

  الشين والياء والقاف كلمة. يقال إنَّ الشِّيق الشّق الضّيق في رأس الجَبل. قال:

  شغْواء تُوطنُ بين الشِّيقِ والنِّيقِ⁣(⁣١)

شيم

  الشين والياء والميم أصلانِ متباينان، وكأنّهما من باب الأضداد إذْ أحدُهما يدلُّ على الإظهار، والآخَر يدلُّ على خلافه.

  فالأول قولهم: شِمْت السّيفَ، إذا سللتَه. ويقال للتُّراب الذي يُحفَر فيستخرج من الأرض الشِّيمة، والجمع الشِّيَم. * ومن الباب: شِمْت البرقَ أشيِمُه شَيماً، إذا رقَبْتَه تنظر أينَ يَصُوب. وهذا محمول على الذي ذكرناه من شَيْم السَّيف.

  وقال الأعشى:

  فقلتُ للشَّرْبِ في دُرْنا وقد ثَمِلوا ... شيموا وكيف يَشيم الشَّاربُ الثَّمِلْ⁣(⁣٢)

  كأنَّه لما رقَبَ السَّحاب شام بَرقَهَ كايُشام السَّيف.

  والأصل الآخَر: قولُهم شِمت السيفَ، إِذا قَرَبْتَه⁣(⁣٣). ومن الباب الشِّيمة:

  خَلِيقة الإنسان، سمِّيت شيمةً لأنّها كأنها مُنْشامة فيه داخلةٌ مستكِنّة. والانشيام:

  الدُّخول في الشئ؛ يقال انشام في الأمر، إذا دخل فيه. والمَشِيمَة: غِشاءُ ولَدِ


(١) أنشده في اللسان (شيق).

(٢) البيت من معلقته المشهورة.

(٣) قرب السيف: جعله في قرابه، وهو الغمد.