معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بعق

صفحة 263 - الجزء 1

باب الباء والعين وما يثلثهما

بعق

  الباء والعين والقاف أصلٌ واحد، وهو شقُّ الشَّئِ وفَتْحُه.

  ثمّ يُتَّسَع فيه فيُحمَل عليه ما يقارِبُه. قال الخليل: البُعَاقُ شدَّة الصوت. والمطر البُعاق، بَعَق الوابلُ إذا انفتح فَجْأَةً. قال أبو زياد: البُعاق من الأمطارِ أشَدُّها؛ يقال أرضٌ مبعوقةٌ. قال: والانبعاقُ أن ينْبَعِقَ عليك الشَّئِ فجأة. وأنشد:

  بينَمَا المرء آمِنٌ راعَه رَا ... ئِعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انبعاقَهْ⁣(⁣١)

  ويقال: بعَقْتُ الإبِلَ، أي نَحَرْتُها.

  وفي الحديث: «مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِين يَبْعَقُون لِقاحَنا».

  أي ينحرونها⁣(⁣٢). أصله من سَيلان الدَّم.

  قال أبو علىّ: البَعْق الشَّقُّ الذي يكون في أَلْيَة الحَافر⁣(⁣٣). حكى بعضُ الأعراب:

  بَعَقْتُ فُلاناً عن الأمر بَعْقاً، أي مَزَّقْته وكَشَفْته. ومُنْبَعَق المَفَازةِ مُتَّسَعُها. وقال جَنْدَلٌ الطُّهَوىّ:

  للرِّيحِ في مَبْعَقِها المَجْهُولِ ... مَسَاحِبٌ مَيَّاسَةُ الذُّيُولِ

  قال الضّبىّ في كَلامٍ: «كانت قِبَلَنَا ذِئْبةٌ مُجْرِيَةٌ، فأقْبَلَتْ هي وعِرْسُها⁣(⁣٤) ليلًا، فَبَعَقَا غَنَمَنَا»، أي شقّقَا بطونَها.


(١) البيت في اللسان (بعق ٣٠٤).

(٢) في الأصل: «يحجرونها». وانظر اللسان (١١: ٣٠٤).

(٣) كذا في الأصل.

(٤) عرسها، أي ذكرها. يقال للذكر والأنثى عرسان. وفي الأصل: «غرسها».