معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ضغز

صفحة 365 - الجزء 3

  بشِدّة. يقال ضَغَطَه، إِذا زحَمَه إلى حائط. والضَّغِيط: بئرٌ تُحفَر إلى جنْبها بئر أخرى فيقل ماؤُها. والمَضَاغِط: أرَضُونَ منخفِضة. وبعيرٌ بِهِ ضاغط، وهو لُزُوق العضُد بالجَنْب حَكًّا حَتَّى يضغط ذلك بعضُه بعضا ويتدلّى جِلْدُه. قال أبو عبيدٍ: الضِّاغط والضّبّ شئٌ واحد، وهو انفتاقٌ من الإبط وكثرةٌ من اللَّحم. ويقال: اللهمَّ ارفَعْ عنّا هذه الضَّغطة، يريدون الشدَّةَ والمشقّة. ويقال:

  أرسلْتُه ضاغطاً على فلان، وهو شِبْه الرّقيب يمنعُه من الظُّلم.

ضغز

  الضاد والغين والزاء ليس بأصلٍ صحيح، إلّا أن يأتي به شِعْر. غير أنّ الخليل ذكر أنّ الضِّغْز من السِّباع: السئ الخُلقُ⁣(⁣١) واللَّه أعلم بالصَّواب.

باب الضاد والفاء وما يثلثهما

ضفن

  الضاد والفاء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على رمْى الشَّئ يخفاء. والأصل فيه ضَفَنت بالرّجُل الأرضَ، إذا رميتَه وضربتَ الأرض به:

  ومنه ضَفَن البعيرُ برِجْله: خبط بها. وضَفَن بغائِطِه: رمى به. وضَفَن الحِمْلَ على ناقته: حَملَه عليها. وضفَنَه برِجْله: ضربه. والقياس في ذلك كلِّه واحد.

  ومن الباب: ضَفَنَ إِلى القوم، إذا لجَأ إليهم فجلس عندهم. وهذا عندي مما ينبغي أن يزاد فيه وصْف، فيقال: «وهم لا يريدونه»، كأنه رمى بنَفسه عليهم.

  والدَّليل على هذا قولهم للطفيلىّ الذي يجئ مع الضِّيف: ضَيْفن. وهذا فَيْعَل من


(١) أنشده في اللسان:

فيها الجريش وضغز ما بنى ضئزاً ... ياوى إلى رشف منها وتقليص.