معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

رجح

صفحة 489 - الجزء 2

باب الراء والجيم وما يثلثهما

رجح

  الراء والجيم والحاء أصلٌ واحدٌ، يدلُّ على رَزَانةٍ وزِيادة.

  يقال: رَجحَ الشئ، وهو راجح، إذا رَزَن، وهو من الرُّجْحان، فأمّا الأُرْجُوحة فقد ذُكِرَتْ في مكانها⁣(⁣١). ويقال أرجَحْتُ، إذا أَعْطَيتَ راجحاً.

  وفي الحديث:

  «زنْ وَأرجح».

  وتقول: ناوَأْنَا قَوْماً فرجَحْناهم، أي كُنَّا أرزَنَ منهم. وقومٌ مَراجيحُ في الحِلْم؛ الواحد مِرجاحٌ. ويقال: إنّ الأراجِيح الإبلُ؛ لاهتزازها في رَتَكانِها إذا مَشَتْ. وهو من الباب؛ لأنها تترجّح وتترجّح أحمالُها. وذكر بعضُهم أنّ الرَّجَاحَ المرأةُ العظيمة العَجُز: وأنشد:

  ... ومِن هَوَاىَ الرُّجُح الأثَائثُ⁣(⁣٢) ...

رجز

  الراء والجيم والزاء أصلٌ يدلُّ على اصطرابٍ. من ذلك الرَّجَزُ: داءٌ يصيبُ الإبلَ في أعجازِها، فإذا ثارت النّاقةُ ارتعشَتْ فَخِذاها.

  ومن هذا اشتقاق الرَّجَزِ من الشِّعر؛ لأنه مقطوعٌ مضطرب⁣(⁣٣). والرِّجازة:

  كِساءٌ يُجْعَل فيه أحجارٌ [تعلُّق⁣(⁣٤)] بأحد جانِبَى الهَودج إذا مالَ؛ وهوَ يَضطَرِبُ.

  والرِّجَازة أيضاً: صوفٌ يعلّق على الهَودج يُزَيَّن به. فأما الرِّجْز الذي هو العذاب،


(١) كذا في الأصل. ولعل كلمة «ذكرت» محرفة.

(٢) البيت لرؤبة. ديوانه ٢٩ واللسان (أثث، وعث، رجح). وقد سبق إشاده في (أث).

(٣) في المجمل. «وذكر ناس أن الخليل كان ينكر أن يكون شعرا». وانظر تحقيق هذا الرأي في اللسان (رجز).

(٤) التكملة من المجمل.