معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

رجم

صفحة 493 - الجزء 2

  ومما شذّ عن ذاك⁣(⁣١) الرّجَل: الواحد من الرِّجال، وربما قالوا للمرأة الرَّجُلَة⁣(⁣٢).

  ومما شدّ عن الأصل أيضاً الرِّجْلة، هي التي يقال لها البَقْلة الحَمْقاء. قالوا: وإنما سُمِّيت الحمقاءَ لأنها لا تنبت إلا في مَسيلِ ماء. وقال قومٌ: بل الرِّجَل⁣(⁣٣) مَسايِلُ الماء، واحدتها رِجْلَة.

  فأما قولهم: تَرجّل النهار، إذا ارتفع، فهو من الباب الأوَّل، كأنه استعارة، أي إنه قام على رجْله. وكذلك رَجَّلْت الشَّعْرَ، هو من هذا، كأنه قُوِّى. والمِرْجَلُ مشتقٌّ من هذا أيضاً؛ لأنه إذا نُصِب فكأنه أقيم على رِجْلٍ.

  ومما شذ عن هذه الأصول ما رواه الأُمَوىّ، قال: إذا ولدتِ الغَنَم بعضُها بعد بعض قالوا: ولَّدْتُها الرُّجَيْلَاء⁣(⁣٤).

رجم

  الراء والجيم والميم أصلٌ واحدٌ يرجِع إلى وجهٍ واحد، وهي [الرَّمْى ب] الحجارة، ثم يستعار ذلك. من ذلك الرِّجام، وهي الحجارة. يقال رُجم فلانٌ، إذا ضُرِب بالحجارة. وقال أبو عُبيدة وغيرُه: الرِّجام: خجَرٌ يشَدُّ في طرف الحَبْل، ثم يدَلَّى في البئر، فَتُخَضْخَضُ الحمأةُ حتى تَثُور ثم يُسْتَقَى ذلك الماء فتُسْتَنْقَى البِئر⁣(⁣٥). والرُّجْمَة: القبر، ويقال هي الحجارة التي تجمع على القَبر ليُسَنم.

  وفي الحديث: «لا تُرَجِّمُوا قَبْرى».

  أي لا تجعلوا عليه الحجارةَ، دَعُوه مستوِياً.


(١) في الأصل: «وبعد ذاك».

(٢) من شواهده قوله:

خرقوا جيب فتاتهم ... لم يبالوا حرمة الرجله.

(٣) الرجل، كعنب، كما نص في القاموس. وقيدت بأنها مسايل الماء من الحرة إلى السهل.

(٤) انظر اللسان (رجل ٢٨٧).

(٥) في الأصل: «فتستقى البئر»، صوابه في المجمل واللسان.