معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

زرد

صفحة 53 - الجزء 3

  ومن ذلك قولهم (ازْمَهَرَّت) الكواكبُ، إذا لَمَعَت. وهذا مما زيدت فيه الميم؛ لأنّه من زَهَرَ الشئ، إذا أضاء.

  فأما (الزَّرَجُون) ففارسيّة معرّبة⁣(⁣١)، واشتقاقه من لون الذّهَب.

  ومن ذلك سيل (مُزْلَعِبٌّ)، وهو المُتدافع الكثير القَمْش. وهذا ممّا زِيدت فيه اللام. وهو من السَّيل الزّاعب، وهو الذي يتدافع.

  ومن ذلك (الزُّلقوم)، وهو الحلقوم فيما ذكره ابن دريد⁣(⁣٢). فإن كان صحيحاً فهو منحوت من زَلِق وزقم، كأنّ اللقمة تزلَق فيه.

  ومن ذلك (الزُّهلُوق⁣(⁣٣))، وهو الخفيف، وهو منحوت من زلق وزهق⁣(⁣٤)، وذلك إِذا تهاوى سِفْلاه.

  ومن ذلك (الزُّعْرور) السَّيِّئُ الخُلُق. وهذا ممّا اشتقاقُه ظاهر؛ لأنه من الزَّعارَة، والراء * فيه مكرَّرة.

  ومن ذلك (الزَّمْجَرة): الصَّوت. والميم فيه زائدة، وأصله من الزّجر.

  ومن ذلك قول الخليل: (ازلَغَبّ⁣(⁣٥)) الشعر، وذلك إذا نَبَت بعد الحلْق.

  وازلغَبَّ الطائر، إذا شوَّك⁣(⁣٦). وهذا مما نُحِت من كلمتين، من زَغَب ولَغَب.


(١) هي بالمارسة «زرگون». و «زر» بمعنى الذهب. و «گون» لون، فمعناه لون الذهب. انظر اللسان والمعرب ١٦٥ ومعجم استينجاس ٦١٥. والزرجون في العربية: الخمر، وقضبان الكرم في لغة أهل الطائف وأهل الغور. وقال ابن شميل: الزرجون شجر العنب، كل شجرة زرجونة.

(٢) الجمهرة (٣: ٣٧٩).

(٣) هذه الكلمة مما فات صاحب اللسان. وقد وردت في المجمل والقاموس والجمهرة (٣: ٣٨١).

(٤) في الأصل: «زعق»، تحريف.

(٥) وردت في الأصل بالعين المهملة في هذا الموضع وتاليه. والصواب ما أثبت.

(٦) في اللسان: «ازلغب الطائر: شوك ريشه قبل أن يسود».