معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سقب

صفحة 85 - الجزء 3

  أسقيتُك هذا الجِلدَ، أي وهبتُه لك تتّخذه سِقاء. وسَقَيْت على فلان، أي قلتَ:

  سقاه اللَّه. حكاه الأخفش. والسقاية: الموضع الذي يُتَّخذ فيه الشراب في الموسِم والسِّقاية:

  الصُّواع، في قوله جل وعزّ: {جَعَلَ السِّقايَةَ} فِي رَحْلِ أَخِيهِ، وهو الذي كان يَشرَب فيه الملِك. وسَقَى بَطْنُ فلان، وذلك ماءٌ أصفر يَقَع فيه. وسَقَى فلانٌ على فلانٍ بما يكره، إذا كرّره عليه. والسَّقِىُّ: البَردىّ في قول امرئ القيس:

  وساقٍ كأنبوبِ السَّقِىِّ المذَلَّلِ⁣(⁣١)

  والسَّقِىّ، على فعيل أيضاً: السَّحابة العظيمة القَطْر. والسِّقاء معروف، ويشتق من هذا أسقيت الرَّجل، إذا اغتبْتَه. قال ابن أحمر:

  ولا أىّ من عاديت أسقى سقائيا⁣(⁣٢)

سقب

  السين والقاف والباء أصلان: أحدهما القرب، والآخر يدلُّ على شئٍ مُنْتَصِب. فالأوّل السقَب، وهو القُرْب. ومنه

  الحديث: «الجار أحقُّ بسَقَبِه».

  يقال منه سقبتِ الدّارُ وأسْقبت. والساقب: القريب. وقال قوم:

  السّاقب القريب والبعيد. فأمّا القريب فمشهور، وأما البعيد قاحتجُّوا فيه بقول القائل:

  تَرَكْتَ أباك بأرض الحجاز ... ورُحتَ إلى بَلدٍ ساقبِ

  وأما الأصل الآخر فالسقْب والصَّقْب، وهو عمود الخِباء، وشُبّه به السقب ولدُ الناقة. ويقال ناقة مِسقاب، إذا كان أكثر وضْعِها الذّكور، وهو قوله:


(١) صدره كما في معلقته:

وكشح لطيف كالجديل مخصر.

(٢) صدره كما في اللسان:

ولا علم لي ما نوطة مستكنة.