معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سبر

صفحة 127 - الجزء 3

  شَعَر الرأس، وهو من الباب لأنّه كأنّه جاء إلى سَبَدِه فحلَقه واستأصَله. ويقال إنَّ التسبيد كثرةُ غَسْل الرأس والتدهُّن.

  والذي شذّ عن هذا قولُهم: هو سِبْدُ أسبادٍ، أي داه مُنْكَر. وقال:

  يعارض سِبْدا في العِنان عَمَرَّدا⁣(⁣١)

سبر

  السين والباء والراء، فيه ثلاث كلماتٍ متباينةُ القياس، لا يشبهُ بعضُها بعضاً.

  فالأوّل السَّبْر، وهو رَوْزُ الأمْرِ وتعرُّف قدْره. يقال خَبَرْتُ ما عند فلان وسَبَرتُه. ويقال للحديدة التي يُعرَف بها قدرُ الجِراحة مِسْبار.

  والكلمة الثانية: السِّبْر، وهو الجمال والبهاء.

  قال رسول اللَّه ÷: «يخرج من النار رجلٌ قد ذهَبَ حِبره وسِبْرُه».

  أي ذهب جمالُه وبهاؤه. وقال أبو عمرو: أتيت حيًّا من العرب فلمَّا تكلّمتُ قال بعضُ مَن حضر:

  «أما اللسانُ فبدوىٌّ، وأما السِّبْر فحضَرىّ». وقال ابنُ أحمر:

  لبِسنا حِبْرهُ حتى اقتُضِينا ... لأعمال وآجالٍ قُضِينا⁣(⁣٢)

  وأما الكلمة الثالثة فالسَّبْرَة، وهي الغَدَاة الباردة.

  وذكر رسول اللَّه ÷ فضْلَ إسباغ الوُضوء في السَّبَرَات⁣(⁣٣).


(١) للمعذل بن عبد اللّه. وصدره كما في اللسان (سبد):

من السح جوالا كأن غلامه.

(٢) في الأصل: «وآل قضينا».

(٣) في الأصل: «فضل له سباع الوضوء في السبرات»، تحريف. وفي اللسان: «وفي الحديث:

فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ فسكت. ثم وضع الرب تعالى يده بين كتفيه فألهمه. إلى أن قال:

في المضي إلى الجمعات، وإسباغ الوضوء في السبرات».