معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سبه

صفحة 131 - الجزء 3

  ومما شذّ عن هذا الأصل السَّابياء، وهي الجِلدة التي يكون فيها الولد.

  والسَّابِيَاء: النِّتَاج⁣(⁣١). يقال: إنَّ بنى فلانٍ ترُوح عليهم من مالهم سابِياء.

  قال رسول اللَّه ÷: «تسعة أعشارِ الرِّزق في التجارة.

  والجزء الباقي في السَّابياء».

  ومما يقرب من الباب الأوّل الأسابىّ، وهي الطرائق. ويقال أسابىُّ الدِّماء، وهي طرائقها. قال سلامة:

  والعادِياتُ أسابىُّ الدِّماء بها ... كأنَّ أعناقها أنصابُ ترجيبِ⁣(⁣٢)

  وإذا كان ما بعدَ الباء من هذه الكلمة مهموزاً خالف المعنى الأوَّل، وكان على أربعةِ معانٍ مختلفة: فالأول سبأت الجِلد، إذا محَشْته حتى أُحرِق شيئاً من أعاليه.

  والثاني سبأت جلده: سلختُه. [والثالث سَبَأ فلانٌ⁣(⁣٣)] على يمين كاذبةٍ، إذا مرَّ عليها غير مكترث.

  ومما يشتق من هذا قولهم: انْسبَأ اللّبن، إذا خرج من الضَّرع. والمَسْبأ:

  الطَّريق في الجبل.

  والمعنى الرابع قولهم: ذهبوا أيادي سبأ، أي متفرِّقين. وهذا من تفرُّقِ أهل اليمن. وسبأ: رجل يجمع⁣(⁣٤) عامّة قبائل اليمن، ويسمَّى أيضاً بلدُهم بهذا الاسم. واللَّه أعلم بالصواب.


(١) في الأصل: «السباج»، صوابه ما أثبت من اللسان.

(٢) ديوان سلامة ٨ واللسان (سبى).

(٣) تكملة استضأت بالمجمل في إثباتها.

(٤) في الأصل: «بجميع»، صوابه في المجمل.