معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سخن

صفحة 146 - الجزء 3

  ومما شذّ عن هذا الأصل السَّخيمة، وهي الموجدة في النَّفس. ويقال سَخَّم اللَّه وجهه، وهو من السُّخام، وهو سواد القِدْر.

سخن

  السين والخاء والنون أصل صحيح مطَّرد منقاس، يدل على حرارةٍ في الشئ. من ذلك سخنّت الماءَ. وماءٌ سُخْن وسَخِينٌ. وتقول يوم سُخْنٌ وساخن وسُخْنانٌ، وليلة سُخْنة وسُخْنانة. وقد سَخُن يومُنا.

  وسخِنَتْ عينُه بالكسر تَسخَن. وأسخن اللَّه عينَه. ويقولون إنَّ دَمعة الغَمِّ تكون حارّة. واحتُجَّ بقولهم: أقرّ اللَّه عينَه. وهذا كلامٌ لا بأس به. والمِسْخَنة:

  قُدَيرةٌ كأنَّها تَوْر. والسَّخينة: حَساءٌ يُتّخَذُ من دقيق. وقال: قريشٌ⁣(⁣١) يعيَّرُون بأكل السَّخينة، ويُسَمَّون بذلك، وهو قولهم:

  يا شَدَّةً ما شدَدْنا غيرَ كاذبةٍ ... على سَخِينةَ لولا اللَّيْلُ والحَرَمُ⁣(⁣٢)

  والتَّساخين: الخِفَاف⁣(⁣٣). وممكنٌ أن تكون سمِّيَت بذلك لأنها تُسَخِّن على لُبسها القَدَمَ. وليس ببعيد.

سخى

  السين والخاء والحرف المعتلّ أصلٌ واحد، يدلُّ على اتّساعٍ في شئٍ وانفراج. الأصل فيه قولهم: سَخَيْتُ القِدر وسَخَوتُها، إذا جعلتَ لِلنارِ تحتها مَذْهباً.


(١) في الأصل: «قوم».

(٢) البيت لخدلش بن زهير العامري كما في العمدة (١: ٤٦) وحماسة ابن الشجري ٣١. وهو أول من لقب قريشا «سخينة».

(٣) ذكر في اللسان أن مفردها «التسخان» بالفتح، وأنه معرب من «تَشْكَنْ» الفارسية وهو اسم غطاء من أغطية الرأس كان العلماء والموابذة يأخذونه على رؤوسهم خاصة دون غيرهم، وأن اللغويين من العرب أخطئوا في تفسيره بالخف.