معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

شق

صفحة 171 - الجزء 3

  ومن الباب: الشِّقَاق، وهو الخِلاف، وذلك إذا انصدعت الجماعةُ وتفرَّقتْ يقال: شَقُّوا عصا المسلمين، وقد انشقّت عصا القومِ بعد التئامها، إِذا تفرَّق أمرُهم.

  ويقال لنِصف الشئ الشِّقّ. ويقال أصابَ فلاناً شِقٌّ ومَشقّة، وذلك الأمر الشديد كَأنّه من شدّته يشقُّ الإنسان شقًّا. قال اللَّه جل ثناؤه {وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ}. والشِّقّ أيضاً: الناحية من الجبل.

  وفي الحديث: «وجَدَنى في أهل غُنَيْمَةٍ بِشَقٍّ».

  والشِّقّ: الشقيق، يقال هذا أخي وشقيقى وشِقُّ نفسي. والمعنى أنه مشبَّه بخشبةٍ جعلت شِقّيْنِ. ويقولون في الغضبان: احتدَّ فطارت منه شِقَّةٌ، كَأنه انشقّ من شدة الغضب. وكلُّ هذه أمثال.

  والشُّقَّة: مسيرٌ بعيدٌ إلى أرض نطيَّة. تقول: هذه شُقّةٌ شاقّة. قال اللَّه سبحانه {وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ}. والشّقة من الثياب، معروفة. ويقال اشتقَّ في الكلام في الخصومات يمينا وشِمالًا مع ترك القَصْد، كأنَّه يكون مرةً في هذا الشِّق، ومرَّة في هذا. وفرسٌ أَشَقُّ، إذا مال في أحد شقَّيه عند عَدْوِه.

  والقياس في ذلك كلِّه واحد.

  والشّقِيقة: فُرْجَةٌ بين الرمال تُنْبِتُ. قال أبو خَيْرَة: الشَّقيقة: لَيِّن من غلظ الأرض، يطول ما طال الحَبْل. وقال الأصمعىّ: هي أرضٌ غليظةٌ بين حَبْلَين من الرّمل. وقال أبو هشامٍ الأعرابىّ: هي ما بين * الأمِيلَين. والأمِيل والحَبْل سواء. وقال لبيد: