معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

شعث

صفحة 192 - الجزء 3

  والشِّعب: ما انفرَجَ بين الجبلَين. وشَعوبُ: المنِيّة؛ لأنًّها تَشعَب، أي تفرِّق.

  ويقال شعبَتْهم المنيّة فانشعبوا، أي فرّقتْهم فافترقوا. والشَّعِيب: السِّقاء البالي، وإِنًّما سمِّى شَعِيباً لأنًّه يَشْعَب الماءِ الذي فيه، أي لا يحفظُه بل يُسيله. قال:

  ما بالُ عَيْنِى كالشَّعيب العَيَّن⁣(⁣١)

  قال ابن دريد⁣(⁣٢): «وسمِّى شعبانُ لتشعُّبِهم فيه، وهو تفرُّقُهم في طلب المياه».

  وفي الحديث: «ما هذه الفُتْيا التي شعَّبت الناس؟».

  أي فرّقتهم.

  وأما الباب الآخر فقولهم شَعَبَ الصّدْعَ، إذا لاءمَه. وشَعَبَ العُسَّ وما أشبهه. ويقال للمِثْقب المِشْعب. وقد يجوز أَن يكون الشَّعْب الذي في باب القبائل سمِّى للاجتماع والائتلاف. ويقولون: تفرَّق شَعْب بنى فلان. وهذا يدلُّ على الاجتماع. قال الطّرِمَّاح:

  شَتَّ شعبُ الحَىِّ بعدَ التئامْ⁣(⁣٣)

  ومن هذا الباب وإن لم يكن مشتقا شَعَبْعَب، وهو موضعٌ. قال:

  هل أَجْعلنَّ يدِى للخَدّ مِرْفَقةً ... على شَعَبْعَبَ بين الحوض والعَطَنِ⁣(⁣٤)

  وشُعَبَى⁣(⁣٥): موضع أيضا.

شعث

  الشين والعين والثاء أَصل يدل على انتشارٍ في الشَّئ.

  يقولون: لم اللَّه شَعَثَكم، وجَمَع شَعَثَكم، أي ما تفرَّق من أمركم. والشَّعَث شَعَثُ رأس السِّواكِ والوتِد. ويسمُّون الوتِدَ أشعثَ لذلك.


(١) العين، بفتح الياء المشددة. والرجز لرؤبة في ديوانه ١٦٠ واللسان (عين).

(٢) الجمهرة (١: ٢٩٢).

(٣) ديوان الطرماح ٩٥ واللسان (شعب). وقد سبق إنشاد البيت في (شت).

(٤) البيت للصمة بن عبد اللَّه القشيري، كما في اللسان (شعب).

(٥) في الأصل: «شعباء»، صوابه في المجمل.