معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

أرس

صفحة 80 - الجزء 1

  العرب. فأمّا هذان الأصلان فالأرْض الزُّكْمَةُ⁣(⁣١)؛ رجل مأروضٌ أي مزكوم. وهو أحدهما، وفيه يقول الهذلىّ⁣(⁣٢):

  جَهِلْتَ سَعُوطَكَ حتَّى تَخَا ... ل أَنْ قد أُرِضْتَ ولم تُؤْرَض

  والآخر الرِّعدة، يقال بفلان أرْضٌ أي رِعْدَةٌ، قال ذو الرُّمّة:

  إذا توجَّسَ رِكْزاً مِن سَنابِكِها ... أو كان صاحبَ أَرْضٍ ... أو به مُومُ⁣(⁣٣)

  وأمّا الأصل الأوّل فكلُّ شئٍ يسفلُ ويقابِل السَّماءَ؛ يُقال لأعْلَى الفَرس سَماءٌ ولِقوائمه أرْض. قال:

  وأحمرَ كالدِّيباجِ أمّا سَماؤُه ... فرَيَّا وأما أرْضُه فَمُحُولُ⁣(⁣٤)

  سماؤه: أعاليه، وأرضه: قوائمه. والأرضُ: التي نحنُ عليها، وتجمع أَرَضْين⁣(⁣٥)، ولم تجئْ في كتاب اللَّه مجموعةً فهذا هو الأصل ثمَّ يتفرع منه قولهم أَرْضٌ أَرِيضَةٌ، وذلك إذا كانت ليّنة طيِّبة. قال امرؤ القيس:

  بلادٌ عَرِيضَةٌ وأرْضٌ أرِيضَةٌ ... مدافعُ غَيْثٍ في فَضاءٍ عَرِيضِ⁣(⁣٦)

  ومنه رجل أرِيضٌ للخَيْر أي خليقٌ له، شُبِّه بالأرْض الأريضة. ومنه تَأَرَّضَ النَّبْتُ إذا أمكَن أن يُجَزّ، وجَدْىٌ أريضٌ⁣(⁣٧) إذا أمكنه أنْ


(١) يقال: زكمة وزكام.

(٢) هو أبو المثلم الخناعى الهذلي، يخاطب عامر بن العجلان الهذلي. انظر الشعر وقصته في شرح أشعار الهذليين للسكرى ٥١ - ٥٣.

(٣) في الأصل: «أم به»، صوابه من الديوان ٥٨٧ واللسان (وجس، أرض، موم).

(٤) البيت ينسب لطفيل الغنوي. انظر الاقتضاب ص ٣٣٥ واللسان (١٩: ١٢٤).

وليس في ديوان طفيل. انظر الملحقات ص ٦٢.

(٥) يقال أرضون بفتح الراء وسكونها، وأرضات بفتح الراء، وآروض بالضم.

(٦) الديوان ١٠٨ واللسان (أرض).

(٧) في الأصل: «عريض»، صوابه في اللسان (٨: ٣٨٢).