معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

شجع

صفحة 247 - الجزء 3

  وأمّا شَجْرُ الإنسان، فقال قوم: هو مَفْرَج الفم. وكان الأصمعىُّ يقول:

  الشَّجْر الذَّقَنُ بعينه. والقولان عندنا متقاربان؛ لأنَّ اللَّحيين إذا اجتمعا، فقد اشتجرا، كما ذكرناهُ من قياس الكلمة: ويقال اشتَجَر الرّجُل، إذا وضع يده على شَجْرِهِ⁣(⁣١). قال:

  إنِّى أرِقْتُ فيِتُّ اللّيلَ مشتِجراً ... كأَنْ عَينِىَ فيها الصَّابُ مذبوح⁣(⁣٢)

  ويقال: شجرتُ الشّئَ، إذا تدلّى فرفعتَه. والشِجَّار: خشب الهَوْدَج.

  والمعنيان جميعاً فيه موجودان، لأنّ ثمَّ ارتفاعا وتداخُلا. والمِشْجَر سمِّى مِشجَراً لتداخُل بعضِه في بعض. وتشاجَرَ القومُ بالرّماح: تطاعَنُوا بها. والأرض الشجْراء والشَّجِرةُ: الكثيرة الشجَر. قال ابْنُ دريد: ولا يقال وادٍ شجراء.

شجع

  الشين والجيم والعين أصلٌ واحد يدلُّ على جُرأةٍ وإقدام، وربَّما كان هناك ببعض الطُّول، وهو بابٌ واحدٌ. من ذلك الرَّجُل الشجاع، وهو المِقدام، وجمعه شجْعةٌ⁣(⁣٣) وشُجَعاء. قال أبن دريد⁣(⁣٤): «ولا تلتفت إلى قولهم شُجْعانٌ، فإنّه خطأ. قال أبو زيد: سمعت الكِلابيِّين يقولون: رجلٌ شُجاع، ولا يوصف به المرأة. هذا قول أبى زيد».


(١) في الأصل: «شجرة»، تحريف.

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلي، في ديوانه ١٠٤ واللسان (شجر).

(٣) الشجعة، هذه بتثليث حركات الشين.

(٤) الجمهرة (٢: ٩٦).